
راضي الليلي، الصحفي المغربي السابق، تحول من أحد مقدمي نشرات الأخبار بالقناة الأولى المغربية إلى واجهة إعلامية معادية للوحدة الترابية المغربية، لكن مع مرور السنوات اتضح أن تحوله لم يكن عفوياً ولا نابعاً فقط من خلافات مهنية كما ظل يروج، بل كان جزءاً من خطة استخباراتية مهيكلة نفذتها مصالح المخابرات الجزائرية. وثائق ومراسلات مسربة تكشف بالملموس أن راضي الليلي يشتغل منذ سنوات كعنصر مرتبط بشكل رسمي بجهاز الاستخبارات الجزائرية الخارجي المعروف اختصاراً بـ DSS، حيث تم استقطابه مباشرة بعد وصوله إلى فرنسا ضمن استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى خلق واجهات إعلامية ذات طابع “معارض” يتم توظيفها في حرب الدعاية ضد المغرب. عملية الاستقطاب والتجنيد أشرف عليها كبار ضباط الاستخبارات الجزائرية الذين لم يتولوا تدريبه بشكل مباشر، لكنهم كانوا مسؤولين عن الفرق المكلفة بتأهيله، تمويله، وتنسيق نشاطاته بشكل دقيق. من بين هؤلاء الضباط البارزين نجد كامل الدين رملي، الذي شغل مسؤوليات عليا داخل الجهاز قبل أن يصبح المدير العام لـ DSS، وكذلك محمد بوزيت، المعروف بالاسم الحركي “يوسف”، الذي تدرج إلى منصب مدير الجهاز بعد إشرافه على وحدات الحرب الإعلامية. في السنوات الأخيرة تولى الجنرال عبد الجبار مهنا، المدير الحالي لجهاز DSS، الإشراف الكامل على المشروع الدعائي الذي يشكل راضي الليلي أحد أذرعه الرئيسية، حيث أمر برفع أجرته الشهرية إلى ثلاثة أضعاف بعد تقييم داخلي وصف نشاطه بـ“النموذج في الصبر على حرب الاستنزاف الإعلامي عبر اللايفات والتدخلات على مواقع التواصل الاجتماعي”. التمويل لم يكن مباشراً فقط من جهاز المخابرات، بل تم تمريره عبر شبكة من وسطاء من أصول صحراوية يتلقون بدورهم الدعم من النظام الجزائري، حيث يسهرون على ضمان استمرارية التدفقات المالية وتسهيل تغطية تحركات راضي الليلي، خصوصاً داخل فرنسا وإسبانيا. هذه المراسلات تؤكد أن حضور راضي الليلي على وسائل الإعلام الجزائرية وقنوات البوليساريو لم يكن مجهوداً فردياً، بل يدخل في صلب مخطط معدّ بعناية، يشرف عليه ضباط متخصصون في الدعاية السوداء والتأثير النفسي ضد المغرب. بهذا المعطى، أصبح راضي الليلي أكثر من مجرد معارض سياسي، بل جزء من آلة استخباراتية واضحة الأهداف تمول وتوجه وتخطط لكل تحركاته الإعلامية ضد المصالح الاستراتيجية للمملكة المغربية.