
ببالغ الحزن والأسى، تلقى الوسط الفني المغربي والعربي نبأ وفاة الفنانة القديرة نعيمة سميح، التي وافتها المنية في الساعات الأولى من صباح اليوم، السبت 8 مارس 2025، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر ناهز 71 عامًا. برحيلها، فقد المغرب أحد أبرز رموزه الغنائية، التي لطالما أبهرت الجمهور بصوتها الدافئ وأدائها المتميز.
ولدت نعيمة سميح في الدار البيضاء سنة 1953، وسرعان ما برزت كواحدة من أعظم الأصوات النسائية في المغرب. تميزت بأداء طربي أصيل جعلها تحتل مكانة خاصة في قلوب المغاربة. قدمت العديد من الأغاني التي أصبحت خالدة في الذاكرة الجماعية، من بينها “ياك آ جرحي”، و”جريت وجريت”، و”رجال الله”، و”اللي نساك”. كانت كلمات أغانيها تنبض بالمشاعر الصادقة، وصوتها يحمل بين طبقاته دفء المغرب وعراقة تراثه الموسيقي.
خبر وفاة نعيمة سميح ترك أثراً عميقاً في نفوس محبيها وزملائها في الساحة الفنية. نعَتْها أسماء بارزة في عالم الغناء، حيث كتبت الفنانة لطيفة رأفت: “عزاؤنا واحد في رحيل سيدة الطرب المغربي، التي لن تُنسى”، فيما قالت سميرة سعيد: “فقدت صديقة طفولتي وجزءًا من ذكرياتي”. الجمهور المغربي أيضاً عبّر عن حزنه العميق عبر منصات التواصل الاجتماعي، مستعيدًا أجمل اللحظات التي قدمتها الراحلة خلال مسيرتها الطويلة.
ظلت نعيمة سميح رمزًا للأغنية المغربية رغم ابتعادها عن الأضواء في السنوات الأخيرة، حيث فضّلت العيش بعيدًا عن الأضواء، مكتفية بإرثها الغنائي الذي بقي حاضرًا في وجدان الناس. واليوم، برحيلها، يودّع المغرب والعالم العربي صوتًا فريدًا لا يمكن تعويضه، لكن أغانيها ستظل شاهدة على موهبة استثنائية طبعت تاريخ الموسيقى المغربية بحروف من ذهب.