
في عملية أمنية نوعية تؤكد اليقظة المستمرة للأجهزة المختصة، تمكنت عناصر الأمن الجهوي بمدينة ورزازات، بتنسيق وثيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من إحباط محاولة خطيرة لتهريب كمية كبيرة من المخدرات، بعد تدخل ميداني دقيق كاد أن يتحول إلى مواجهة مسلحة.
العملية نُفذت على مستوى الطريق الوطنية الرابطة بين تنغير وورزازات، حيث أثارت سيارة خفيفة مشبوهة انتباه عناصر الأمن خلال نقطة مراقبة اعتيادية. وحين طُلب من ركابها الامتثال لإجراءات التفتيش، بادروا إلى الفرار بشكل هستيري، مطلقين عدة عيارات نارية في اتجاه العناصر الأمنية، في محاولة يائسة لفتح طريق للهروب.
أمام هذا الوضع الخطير، اضطرت عناصر الأمن إلى استعمال أسلحتها الوظيفية بشكل احترازي ومحسوب، ما أسفر عن توقيف السيارة وإفشال المخطط الإجرامي، دون تسجيل أية إصابات في صفوف الأمن أو المدنيين.
وأسفرت عملية التفتيش الدقيقة للمركبة عن حجز 16 رزمة من مخدر الشيرا، بلغ مجموع وزنها حوالي 458 كيلوغراماً، كانت معدة للترويج ضمن شبكات الاتجار غير المشروع. كما تم ضبط حوالي 20 غراماً من مخدر الكوكايين، إلى جانب أسلحة بيضاء، وخزنة سلاح ناري، وست لوحات ترقيم مزورة، ما يعكس الطابع الإجرامي المنظم والخطير لهذه العملية.
المعطيات الأولية تشير إلى أن السيارة المستعملة في التهريب كانت تحمل لوحات ترقيم غير قانونية، في محاولة لطمس آثار الشبكة وتضليل المصالح الأمنية، غير أن التدخل السريع والدقيق حال دون تحقيق أهدافها.
وقد جرى فتح بحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، من أجل تحديد هوية جميع المتورطين، وتوقيف الأشخاص الذين تمكنوا من الفرار خلال التدخل الأمني، مع العمل على تفكيك الامتدادات المحتملة لهذه الشبكة الإجرامية، سواء على المستوى المحلي أو الوطني.
وتندرج هذه العملية في سياق المجهودات المتواصلة التي تبذلها المصالح الأمنية المغربية لمحاربة شبكات الاتجار في المخدرات والمؤثرات العقلية، وتعزيز الأمن العام، وحماية المواطنين من مخاطر الجريمة المنظمة العابرة للمناطق







