
في لهجة حازمة لا تحتمل التأويل، أدانت وزارة الخارجية الروسية اليوم إعلان إسرائيل نيتها إحكام قبضتها على قطاع غزة بكامله، عقب اجتماع مجلس وزرائها الأمني الذي أقر خطة لتوسيع العمليات العسكرية في قلب المنطقة الوسطى، حيث يزدحم البشر وتضيق الأرض بأهلها. ووفق تقرير الخارجية الروسية، فإن الخطة تمضي نحو إفراغ القطاع من كل ساكن، وإخراج آخر مدني من أرضه، في مشهد ينذر بنكبة جديدة أشد قسوة، ويعيد الذاكرة إلى صفحات حالكة من التاريخ الإنساني.
ودعت موسكو، بلهجة تحمل نبرة التحذير والإنذار، إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، مؤكدة أن السلام الحقيقي لا يُصنع على فوهات البنادق ولا على أنقاض البيوت، بل في ظل عدل يقرّه القانون الدولي وإرادة الشعوب. وأوضحت أن الحل العادل والوحيد يكمن في تجسيد رؤية المجتمع الدولي بإنشاء دولتين، تقام إحداهما للشعب الفلسطيني على أرضه، وعاصمتها القدس الشرقية، ضمن حدود الرابع من يونيو 1967، لتعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل في أمن وسلام متكافئين.
وبينما تتصاعد ألسنة اللهب في غزة وتتعالى أصوات الفقد والألم، يطل الموقف الروسي كتذكير صارخ للعالم بأن القوة مهما تعاظمت، ستنكسر أمام عنفوان الحق، وأن الشعوب إذا حُرمت من كرامتها، فإن جذوة الصراع ستظل مشتعلة، لا تخمدها إلا تسوية منصفة ترد الحقوق إلى أصحابها، وتعيد للشرق الممزق لحن السلام المفقود.