
بعد التعيين الملكي السامي للسيد العامل الجديد على إقليم أزيلال، وفي غمرة التهاني التي تعكس ثقة جلالة الملك محمد السادس نصره الله في الكفاءات الترابية ذات الرؤية الإصلاحية والروح الوطنية العالية. تتجه أنظار ساكنة الإقليم نحو مرحلة جديدة من الأمل والعمل، يحدوها طموح جماعي في طي صفحة الانتظارية وفتح أفق تنموي حقيقي يلامس حاجيات المواطن الأزيلالي في العمق.
ينتظر المواطن الأزيلالي أن يكون هذا التعيين انطلاقة فعلية لتنزيل التوجيهات الملكية السامية التي طالما أولت عناية خاصة للأقاليم الجبلية، وفي طليعتها إقليم أزيلال. فرعاية جلالة الملك لهذا الإقليم تجسدت مرارا من خلال زياراته الميدانية، وتخصيص مستشفيات عسكرية متنقلة للتخفيف من معاناة الساكنة، إلى جانب دعواته المتكررة لفك العزلة عن القرى والدواوير، وضمان العدالة المجالية والاجتماعية للمناطق المهمشة.
ويعول المواطنون على العامل الجديد لتسريع وتيرة المشاريع ذات الطابع الاجتماعي، وتعبئة الموارد لتنفيذ أوراش التنمية البشرية وفك العزلة عن القرى المهمشة وفق رؤية مندمجة تقطع مع التدبير التقليدي وتستند إلى مبادئ الحكامة والفعالية.
في الوقت ذاته، يعلق الرأي العام المحلي آمالاً عريضة على العامل الجديد لتصحيح اختلالات الماضي، وعلى رأسها التحرر من سطوة فئة “معطلي التنمية”، ممن اتخذوا من العمل الجمعوي قناعا لخدمة مصالحهم الخاصة. واستغلال التلصق في رجال سلطة منتخب كانوا منتخبين أو معينين لقضاء الاغراض الشخصية ولابتزاز الإدارات وخلق التوترات داخل الدواوير، وتكريس الريع بدل البناء. هؤلاء كما تصفهم الساكنة، هم صناع الأزمات الصغيرة التي تعطل الأوراش الكبرى، وهم من جعلوا من الفقر والتهميش تجارة سياسية وجمعوية رابحة.
إن القطيعة الحقيقية مع هذه العقليات لا تعني فقط إبعادها عن مراكز القرار المحلي، بل تفعيل ربط المسؤولية بالمحاسبة وفتح قنوات تواصل مباشرة مع الفاعلين الحقيقيين، والاستماع إلى النبض الحقيقي للساكنة، بعيدا عن الوسطاء والمصالح الضيقة.
في إقليم يصنف ضمن المناطق المتأخرة على سلم التنمية وطنيا، لا تنتظر الساكنة أكثر من مسؤول ينصت، يتفاعل، ويبادر. فالمعاناة اليومية مع هشاشة البنية التحتية، وغياب فرص الشغل، وضعف الخدمات العمومية، جعلت المواطن الأزيلالي يفقد الثقة في الخطابات الفضفاضة، ويبحث عن فعل تنموي ملموس يُغيّر واقعا لم يعد يحتمل.
إن العامل الجديد أمام مسؤولية جسيمة، لكنها أيضا فرصة تاريخية لصناعة الفرق، في منطقة لا تحتاج سوى إلى إرادة صادقة، ورؤية واضحة، وتحرر من الولاءات الضيقة.
فهل تكون بداية جديدة لأزيلال؟







