أخباردولية

سرقة تهزّ متحف اللوفر وإغلاقه في باريس وسط استنفار أمني واسع

اهتزّت العاصمة الفرنسية باريس صباح اليوم على وقع حادث سرقة غير مسبوق داخل متحف اللوفر، أحد أشهر المتاحف في العالم وأعرقها تاريخًا. وأعلنت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي أن عملية السطو وقعت خلال الساعات الصباحية من يوم الأحد، ما اضطر إدارة المتحف إلى إغلاق أبوابه أمام الزوار مؤقتًا “لأسباب استثنائية”، فيما سارعت الشرطة إلى تطويق محيطه وفتح تحقيق عاجل في ملابسات الحادث.

ووفق ما نقلته وكالات أنباء عالمية، تمكن اللصوص من اقتحام المتحف عبر واجهته المطلة على نهر السين، مستغلين منطقة تشهد أشغالًا للترميم، ودخلوا من خلال مصعد الشحن المؤدي إلى صالة “غاليري دابولون” الشهيرة، التي تُعرض فيها مجوهرات التاج الفرنسي العائدة إلى عهد الإمبراطور نابليون الثالث. وتشير المعلومات الأولية إلى أن الجناة تمكنوا من سرقة ما لا يقل عن تسع قطع فنية ومجوهرات نادرة، بعضها يحمل توقيعات ملكية ويقدّر ثمنها بملايين اليوروهات.

ولم يُسجَّل أي إصابات في صفوف الزوار أو العاملين، إذ كانت العملية دقيقة وسريعة، ما يوحي بتخطيط محكم وخبرة كبيرة في تجاوز أنظمة المراقبة. وأكدت مصادر أمنية فرنسية أن التحقيقات الأولية تُشير إلى تورط أكثر من شخص، وأن السلطات تستعين بكاميرات المراقبة المنتشرة في أرجاء المتحف ومحيطه لتحديد هوية الفاعلين ومسار هروبهم.

في المقابل، أثار الحادث صدمة واسعة لدى الفرنسيين والمجتمع الثقافي العالمي، إذ يُعتبر متحف اللوفر رمزًا من رموز الحضارة الإنسانية ووجهة يقصدها الملايين سنويًا لمشاهدة روائع الفن من مختلف العصور، أبرزها لوحة “الموناليزا” وتماثيل الحضارات القديمة. وعبّرت وزيرة الثقافة الفرنسية عن أسفها العميق لما جرى، مؤكدة أن الدولة ستتخذ كل الإجراءات الممكنة لاستعادة القطع المسروقة ومراجعة منظومة الأمن في جميع المتاحف الوطنية.

ويخضع محيط اللوفر منذ ساعات لتدابير أمنية مشددة، تشمل تفتيش السيارات والمارة وإغلاق بعض الطرق المؤدية إلى المتحف، فيما تواصل فرق الشرطة العلمية جمع الأدلة من موقع الحادث. ولم تعلن السلطات حتى الآن عن موعد لإعادة فتح المتحف أمام الزوار، مؤكدة أن الأولوية الآن هي لاستكمال التحقيق وتأمين كافة المجموعات الفنية المعروضة.

ويعيد هذا الحادث إلى الأذهان سلسلة من السرقات الفنية التي شهدتها أوروبا خلال العقود الأخيرة، والتي استهدفت متاحف ومجموعات خاصة ذات قيمة تاريخية عالية. غير أن وقوعها في متحف اللوفر تحديدًا — الذي يُعدّ الأكثر حراسةً في العالم — يطرح تساؤلات عميقة حول طبيعة الثغرات الأمنية المحتملة والجهات التي قد تقف وراء هذا الهجوم المحسوب بدقة.

في انتظار كشف نتائج التحقيق، يبقى الغموض سيّد الموقف في واحدة من أكثر القضايا الفنية إثارة في السنوات الأخيرة، بينما يعيش الوسط الثقافي العالمي حالة ترقّب وذهول أمام حادثة تهدد رمزية المكان الذي يحتضن ذاكرة البشرية منذ قرون.

جواد مالك

إعلامى مغربى حاصل على الاجازة العليا فى الشريعة من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس. عضو الاتحاد الدولى للصحافة العربية وحقوق الانسان بكندا . متميز في مجال الإعلام والإخبار، حيث يعمل على جمع وتحليل وتقديم الأخبار والمعلومات بشكل موضوعي وموثوق. يمتلك مهارات عالية في البحث والتحقيق، ويسعى دائمًا لتغطية الأحداث المحلية والدولية بما يتناسب مع اهتمامات الجمهور. يساهم في تشكيل الرأي العام من خلال تقاريره وتحقيقاته التي تسلط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في المغرب. كما يتعامل مع التحديات اليومية التي قد تشمل الضغوط العامة، مما يتطلب منه الحفاظ على نزاهته واستقلاليته في العمل الإعلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا