
أثار إعلان شركة صينية تُدعى Lonvi Biosciences جدلاً واسعًا في الأوساط العلمية والإعلامية، بعدما كشفت عن تطوير كبسولات جديدة تزعم أنها قادرة على إبطاء الشيخوخة وربما إطالة عمر الإنسان حتى 120 أو حتى 150 عامًا، بالاعتماد على مستخلص طبيعي من بذور العنب.
_المستخلص السحري.. “Procyanidin C1”
تقول الشركة إن سرّ التركيبة يكمن في مركّب يُعرف باسم Procyanidin C1، وهو مضاد قوي للأكسدة يُستخلص من بذور العنب، ويُعتقد أنه قادر على تدمير ما يُسمّى بـ«الخلايا الزومبي» (senescent cells) — وهي خلايا هرمة تتراكم مع تقدم العمر وتُضعف وظائف الأنسجة والأعضاء.
وبحسب تصريحات الشركة، فإن إزالة هذه الخلايا أو تقليلها قد يُساعد في تجديد شباب الجسم وتأخير الأمراض المرتبطة بالتقدم في السن، مما يفتح الباب أمام إمكانية رفع متوسط العمر البشري إلى حدود لم يسبق لها مثيل.
_تجارب أولية ووعود كبرى:
حتى الآن، تستند نتائج Lonvi Biosciences إلى تجارب مخبرية محدودة أُجريت على الحيوانات وبعض الخلايا البشرية، وأظهرت مؤشرات إيجابية على إبطاء الشيخوخة وتحسين الوظائف الحيوية.
غير أن الخبراء يُحذّرون من أن الانتقال من نتائج أولية إلى منتج فعّال وآمن للبشر يحتاج إلى سنوات من التجارب السريرية والموافقات التنظيمية الصارمة، قبل أن يمكن القول فعلاً إن هذه الكبسولات تُطيل العمر.
الجدل العلمي حول إطالة الحياة
مجال مكافحة الشيخوخة: (Longevity Science) يُعد من أكثر مجالات البيولوجيا والطب إثارة للجدل. فبينما ترى بعض الشركات التقنية الكبرى أن إطالة الحياة إلى أكثر من 100 سنة باتت ممكنة علميًا، يُشير معظم علماء الأحياء إلى أن الحدود الجينية والبيئية للعمر البشري لا يمكن تجاوزها بسهولة، وأن أي وعود بإطالة الحياة يجب أن تخضع للتدقيق العلمي والسريري.
يُذكر أن مواقع إعلامية عالمية مثل Financial Express، وJerusalem Post، وKomersant UA، وMehr News، نقلت تصريحات مسؤولي الشركة الصينية الذين قالوا إنهم يهدفون إلى “تحقيق حلم الإنسانية في تجاوز الشيخوخة”، مؤكدين أن منتجهم سيُطرح تجريبيًا خلال السنوات القليلة المقبلة.
لكن الأوساط الطبية تؤكد أن الحديث عن “كبسولة الخلود” ما يزال في مرحلة الوعود أكثر من الحقائق، وأن أي مكمل غذائي أو دواء يدّعي إطالة الحياة يجب أن يُقابل بعين النقد العلمي لا الانبهار الإعلامي.
الخبر يعكس الطموح المتنامي في الصين لقيادة أبحاث “إطالة العمر”، لكنه في الوقت نفسه يُعيد طرح السؤال الأزلي: هل يمكن فعلاً أن يتغلب الإنسان على الشيخوخة؟
حتى اللحظة، يبدو الجواب العلمي الحذر هو: ربما في المستقبل البعيد — لكن ليس بعد.







