قضايا ومحاكم

سقوط مفاجئ لنجم الراب «مايس»: سبع سنوات سجناً بعد قضية انتقام معقّدة

أسدلت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف في طنجة الستار على واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في الوسط الفني، بعدما أدانت مغني الراب الفرنسي-المغربي وليد جرجي، الشهير فنياً باسم «مايس»، بسبع سنوات سجناً نافذاً، عقب إدانته بتهمة تدبير عملية انتقامية مرتبطة بخلاف مالي، في قضية كشفت عن تفاصيل صادمة أنهت مسيرته الفنية بشكل درامي.

وكان «مايس» يعيش في السنوات الأخيرة أوج شهرته الفنية، حيث حصد نجاحات واسعة في فرنسا وأوساط الجالية المغاربية، قبل أن ينقلب مسار نجوميته رأساً على عقب، إثر تورطه في هذه القضية الثقيلة التي تجاوزت حدود الفن لتدخل عالم الجريمة المنظمة والتخطيط الإجرامي.

وتعود فصول القضية إلى يناير 2025، حين جرى توقيف مايس فور وصوله على متن طائرة خاصة إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، بعد أن كان موضوع مذكرة بحث دولية، بسبب الاشتباه في تورطه في التخطيط لعملية اختطاف واحتجاز شخص دخل معه في خلاف حاد حول عائدات مالية مرتبطة بحفلات موسيقية. وقد مثّل هذا التوقيف نهاية فترة فراره، بعد أن كان يقيم بدبي رفقة أسرته.

وبحسب ما كشفت عنه نتائج التحقيقات التي باشرتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، فإن مايس يُشتبه في أنه أشرف من الخارج على التخطيط لعملية انتقامية دقيقة، جرى الإعداد لها بمدينة طنجة، على أن تُنفّذ بمراكش بعد استدراج الضحية فور نزوله من سيارته. وأظهرت المعطيات أن المتهم تواصل مع زعيم مفترض لمجموعة بمدينة فاس لتنسيق تفاصيل العملية، مع تحديد أدوار كل عنصر من المنفذين.

ولم تتوقف القضية عند هذا الحد، إذ أسفرت الأبحاث عن توقيف أحد المنفذين الرئيسيين، وهو صاحب مقهى للشيشة، تبيّن أنه لعب دور الوسيط مع مهربين، وعُثر في هاتفه المحمول على صور لأسلحة نارية وكميات كبيرة من مخدر الحشيش، ما عزّز فرضية وجود شبكة إجرامية منظمة ضالعة في التنفيذ. وقد وُجّهت للموقوفين لائحة تهم ثقيلة، شملت محاولة القتل العمد، والاختطاف، والاحتجاز، وتكوين عصابة إجرامية.

وتمكنت المصالح الأمنية من إفشال العملية في اللحظات الأخيرة، بينما كان المشتبه فيهم يستعدون فعلياً لاعتراض الضحية، وهو ما جنّب البلاد جريمة كان من شأنها أن تهز الرأي العام وتخلّف تداعيات أمنية خطيرة.

القضية المغربية جاءت بدورها في سياق ملاحقات قضائية سابقة لاحقت مايس خارج المغرب، حيث كان قد صدر في حقه حكم في فرنسا في يونيو 2024 بالسجن عشرة أشهر نافذة وغرامة مالية قدرها عشرة آلاف يورو، على خلفية قضايا أخرى، غير أنه لم يمثل آنذاك أمام المحكمة، ما عجّل بإصدار مذكرة بحث دولية في حقه، انتهت بتوقيفه بالدار البيضاء.

وبصدور الحكم الأخير ليلة الثلاثاء-الأربعاء 25-26 نونبر، يكون القضاء المغربي قد وضع حداً لمسار فني صاعد انتهى في أروقة المحاكم، في واحدة من أكثر القصص التي تلخّص السقوط السريع من قمة الشهرة إلى زنزانة السجن.

قضية «مايس» أعادت إلى الواجهة الجدل المتجدد حول الحدود الفاصلة بين عالم الفن وحياة النجومية، وبين الانزلاق إلى عوالم الصراعات المالية والجرائم المنظمة، كما شكّلت صدمة قوية لدى جمهوره، الذي تابع تحوّل أحد رموز الراب إلى متهم في واحدة من أعقد قضايا التخطيط الإجرامي خلال السنوات الأخيرة.

جواد مالك

مدير عام و رئيس تحرير جريدة أهم الأخبار الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا