اعتقال عبد الرحمن القرضاوي: بين التجاذبات السياسية والاعتبارات الحقوقية
المغرب : مالك جواد

شهدت الأوساط السياسية والحقوقية جدلاً واسعاً إثر اعتقال عبد الرحمن يوسف القرضاوي، نجل الداعية الإسلامي الراحل يوسف القرضاوي، في لبنان أثناء دخوله من سوريا. وجاء هذا الاعتقال بناءً على مذكرة توقيف صادرة عن القضاء المصري ومُعممة عبر الإنتربول الدولي. يعتبر هذا الإجراء تطوراً لافتاً، خاصة أن عبد الرحمن القرضاوي معروف بانتقاداته للنظام المصري وسياساته.
تواجه السلطات اللبنانية الآن خيارين أساسيين؛ إما تسليمه إلى مصر، أو رفض ذلك بناءً على تقييم قانوني ودولي لملف تسليمه. في حال تم تسليمه، فإنه سيواجه حكماً بالسجن لمدة خمس سنوات بتهم تشمل الحض على الإرهاب ومناهضة النظام، وهي تهم ينفيها القرضاوي بشدة، ويعتبرها مدافعوه ذات دوافع سياسية.
في هذا السياق، نددت منظمات حقوقية عديدة باعتقال القرضاوي، معتبرةً ذلك انتهاكاً لحقوق الإنسان وخضوعاً لضغوط سياسية. وطالبت هذه المنظمات، ومنها “لجنة العدالة”، بعدم تسليمه إلى مصر، حيث يخشى تعرضه لمحاكمة غير عادلة وسوء معاملة.
جاءت هذه التطورات بعد نشر القرضاوي مقطع فيديو من المسجد الأموي في دمشق، انتقد فيه بحدة أنظمة مصر والسعودية والإمارات، وهو ما أثار ضجة إعلامية وربما دفع لتسريع اعتقاله. يرى مراقبون أن هذا الاعتقال يعكس التحديات التي يواجهها المعارضون السياسيون في الخارج، خاصةً مع استغلال الإنتربول الدولي في ملاحقتهم لأسباب سياسية.
القضية تطرح أسئلة مهمة حول التزام الدول بحماية حقوق الإنسان، واستخدام الإنتربول كأداة عدالة بدلاً من تصفية الحسابات السياسية. ما زال مصير عبد الرحمن القرضاوي مجهولاً، وسط دعوات متزايدة لضمان محاكمة عادلة أو إطلاق سراحه، بعيداً عن التجاذبات السياسية والإجراءات غير القانونية.