أراء وكتاب

شبح جيل زيد والتغييرات المنتظرة

بقلم : إبراهيم سلامة

من بين المآسي التي تعرض لها المغرب منذ استقلاله عن الإستعمار الفرنسي هو ثقة الشعب بمسؤوليه من وزراء وبرلمانين ورؤساء أحزاب واللائحة طويلة،فلم يكونوا على مستوى هذه الثقة للتحديات التي كان من المنتظر مواجهتها ،ولا أعمم، بل هناك استثناءات تمظهرت في رجال عاهدوا الله والوطن، فاخلصوا أيما إخلاص، منهم من مات ومنهم ومنهم من ينتظر ،لكن المؤسف أن مثل هؤلاء قلة قليلة كانوا أوفياء لتلك الثقة . المغرب عرف في السنين الأخيرة قفزة نوعية من التقدم ،وكان بإمكانه أن يحقق المزيد لولا ان ابتلاه الله بمسؤولين انتهازيين لا ضمير لهم ولا مبادئ ولا حس وطني حقيقي، وواقع الأمر أن الكثير من هؤلاء كانوا أناسا عاديين وصلوا إلى السلطة عن طريق المحسوبية أو الإنتماء العائلي أو الحزبي أو عن طريق الصدفة، فأي حس خدماتي ننتظر منهم ما دام حصولهم على السلطة كانت الغاية منه أولا وأخيرا الامتيازات الواسعة التي تقترن بها. شباب Z ،لا تهم التسمية، ما يهم شعاراتهم ( التعليم،الصحة، الشغل العدل)،والتي لا أحد يجادل أهميتها وما تلعبه في الحياة العامة لكل المواطنين. للإشارة ،هي مطالب مشروعة ما فتئ المغاربة يطالبونها في كل مناسبة.
خرج هؤلاء الشباب بدافع الحمية والغيرة الوطنية،وبتظاهرهم هذا استعملوا حقا من الحقوق المعمول بها كأداة من أدوات الفعل الديموقراطي، وعلى الدولة ألا ترى فيهم خصوما تجب محاربتهم،بل هي فرصة نادرة يجب استثمارها والسماع لصوتهم بكل تأكيد. لن أتحدث عن المنحرفين الذين استغلوا الفرصة، ولا عن الأحزاب المتربصة للسطو على السلطة ولا عن عدم تأطير هؤلاء الشباب سياسيا وحزبيا ونقابيا فتلك مواضيع أخرى.
نعم،هي كثيرة الاختلالات سواء في قطاع التعليم أو الصحة أو الشغل أو العدل على سبيل الحصر لا غير،والتي تحتاج من الدولة ليس إعادة النظر، بل إعادة القراءة من أساسها لتتجاوز التقصير الخطير في هذه القطاعات،بل الذهاب إلى محاسبة المسؤولين على ذلك ،أو كل من يساعد على إبقاءه،ذلك أن هذا التقصير عانى منه المغرب لسنين طويلة، بل لعقود ،فاستمر وترسخ حتى صار ظاهرة مألوفة وملازمة . .

Ahame Elakhbar | أهم الأخبار

جريدة أهم الأخبار هي جريدة مغربية دولية رائدة، تجمع بين الشمولية والمصداقية، وتلتزم بالعمل وفقًا للقانون المغربي. تنبع رؤيتها من الهوية الوطنية المغربية، مستلهمة قيمها من تاريخ المغرب العريق وحاضره المشرق، وتحمل الراية المغربية رمزًا للفخر والانتماء. تسعى الجريدة إلى تقديم محتوى يواكب تطلعات القارئ محليًا ودوليًا، بروح مغربية أصيلة تجمع بين الحداثة والجذور الثقافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا