صراع البقاء بين التهجير والإعمار موضوع لقاء صحفي محرج بين ترامب والعاهل الأردني بشأن الفلسطينيين.
الكارح أبو سالم

إتفقت مصادر صحفية عالمية ، وبعد زيارة ملك الأردن عبد الله الثاني لواشنطن ، أن هذا الأخير بدى محرجا للغاية سيما وأن برنامج لقاء التلاثاء المنصرم كان مغلقا ، إلى أن تفاجئ الملك عبد الله كما الصحفيين بفتح الباب لهم لأخذ تصريحات حول فحوى اللقاء مع الرئيس الأمريكي ترامب ، فقد كانت لغة جسد الملك عبد الله ووضعه الصحي وملامح وجهه وعيناه ،،تؤكد غير مامرة أنه أرغم على موقف غير معلن مسبقا كما مقترحات ترامب ، وأنه لم يكن مستعدا ، مما اعطى للقاء عنوانا بارزا مفاده ” تضارب التصريحات ”
وكما يعلم الجميع ، أن الأجواء السياسية بل والدبلوماسية العربية الأمريكية ، عرفت مؤخرا بعض التوتر بطعم غير معهود سيما مع ما فرضه ترامب من مقترحات تخص التهجير القصري للفلسطينيين عن أراضيهم، كما استعمل ترامب قفزاته المعهودة في طريقة المصافحة وشذب يد الملك عبد الله ، وحركات السخرية التي تدفع الضيف إلى الخروج غير طبيعي عن الدبلوماسية المألوفة وتفقده التوازن المرغوب لفحوى الزيارة وهذا ما يتطلع اليه ترامب كما هو شأنه مع العديد من رؤساء الدول الذين استقبلهم أو استقبلوه ، ليعطي لنفسه الطاقة الإيجابية والإيحاء بأن لاكلمة تعلى فوق كلمة الولايات الأمريكية ، وهو ما ظهر جليا بخصوص ماسمي بمقترحات فيما أنها قرارات تلوح في الأفق بشأن تهجير الفلسطينيين إلى كل من مصر والأردن دون العودة إلى رأي الزعماء العرب أو مشاورتهم على الأقل ، أو فتح مسافة لعقد مؤتمر جامعة الدول العربية التي تعيش موتا سريريا منذ حقبة من الزمن ، وهو ما سيجعلها هذه المرة عبر اجتماعها المرتقب بمصر في محك حقيقي للخروج بمواقف عربية مشرفة ترقى الى مبتغى الشعوب العربية بشأن التهجير والإعمار ومواضيع عالقة أخرى لاتقل أهمية ، أو دق المسمار الأخير في نعش الجامعة المهيئ منذ مدة .
وقد تلقى العاهل الأردني شبه ضربات متتالية مفاجئة كما اللقاء الصحفي ، من خلال أسئلة الصحفيين ، أبرزها السؤال المتعلق بحجب المساعدات الأميركية عن المملكة الأردنية ومدى تأثيرها على قراراته،علما أن الرئيس الأمريكي سبق له مطالبة الأردن بإرجاع 110مليون دولار لرفع سقف الضغط على الملك عبد الله الثاني ، وقد أجاب أن الأردن بني بسواعد مواطنيه ، في إشارة منه أنه لا يعتمد على المساعدات لكونها كما قال ” لا تحدد هويتنا ” وهو الجواب الذي فرض به مسافة بينه وبين غطرسة ترامب بشأن احترام السيادة .
وزاد ترامب في درجة بهلوانية ردوده عندما قابل استعداد الأردن استقبال 2000 من مرضى الأطفال الفلسطينيين بالقول أنه لم يكن يعلم بوجود هذا العدد من الأطفال المصابين بالسرطان ، وان هذا الموقف الأردني مشرف
لن نشتري غزة ، إنما سنسيطر عليها” هذا تصريح لترامب في ذات اللقاء ، مضيفا أنه سيمكن ضمان الإستقرار بصفة نهائية بالشرق الأوسط ، ويعيش الفلسطينيون في ضفة أخرى بنمط جميل – على حد تعبيره – ولن يتعرضوا للقتل والتنكيل ، ولن يجبروا على الترحيل كل عشر سنوات ، أما الملك عبد الله فقد عبر عن موقفه الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني من غزة وباقي الأراضي ، داعيا في الوقت نفسه التريث الى حين خروج مصر بالخطة المعدة لهذا الغرض مع الدول العربية لإعادة إعمار غزة دون تهجير تنزيلا لدعوة الرياض من طرف محمد بن سلمان للاجتماع القريب في السعودية وتكوين رؤية موحدة ، هذه الرؤية ربما يراد لها أن تحد من جبروت ترامب ومحاولاته تقزيم الموقف العربي بشأن فرضه خطة إجلاء الفلسطينيين. ليظل الصراع محتدما بين الرغبة الأمريكية ( الإسرائيلية) في إجلاء الفلسطينيين واعادة إعمار فلسطين والتشبت بخارطة الطريق وحدود 1967