في تطور أمني لافت يعكس اتساع رقعة المواجهة الدولية مع التنظيمات المتطرفة في إفريقيا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنفيذ الولايات المتحدة عدة ضربات جوية دقيقة استهدفت مواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال غرب نيجيريا، وذلك في إطار عمليات عسكرية وصفها بـ«الحاسمة» ضد الجماعات المسلحة التي تنشط في المنطقة.
وجاء الإعلان عبر تصريحات رسمية نقلتها وسائل إعلام دولية، من بينها بي بي سي عربي ووكالات أنباء عالمية، حيث أكد ترامب أن الضربات استهدفت عناصر قيادية ومراكز تحرك للتنظيم، مشددًا على أن واشنطن لن تسمح بتمدد التنظيمات الإرهابية أو تهديد المدنيين وحلفاء الولايات المتحدة في القارة الإفريقية.
وبحسب المعطيات المتداولة، فإن العملية نُفذت بالتنسيق مع السلطات النيجيرية وبدعم استخباراتي ميداني، في سياق التعاون الأمني والعسكري القائم بين البلدين لمواجهة خطر الجماعات المتطرفة، التي تنشط خصوصًا في المناطق الشمالية من نيجيريا، مستغلة هشاشة الأوضاع الأمنية واتساع الرقعة الجغرافية.
وأكدت مصادر أمريكية أن الضربات الجوية أسفرت عن تحييد عدد من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وتدمير مواقع لوجستية يُشتبه في استخدامها للتخطيط وتنفيذ هجمات ضد المدنيين والقوات المحلية. كما أشارت إلى أن هذه العمليات تأتي ردًا على تصاعد الهجمات الدموية التي شهدتها بعض الولايات النيجيرية خلال الفترة الأخيرة.
من جهتها، شددت الحكومة النيجيرية على أن التعاون مع الشركاء الدوليين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، يندرج ضمن استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب، وحماية السكان، واستعادة الاستقرار في المناطق المتضررة من العنف المسلح، مؤكدة أن المعركة ضد التنظيمات المتطرفة تتطلب دعمًا دوليًا مستمرًا.
ويُنظر إلى هذه الضربات على أنها رسالة سياسية وأمنية في آن واحد، تعكس توجه الإدارة الأمريكية نحو تكثيف تدخلها العسكري المحدود في بؤر التوتر الإفريقية، خاصة في ظل تصاعد نشاط تنظيم الدولة الإسلامية وفروعه في غرب ووسط القارة.
وفي انتظار صدور حصيلة رسمية نهائية أو تفاصيل إضافية حول نتائج العملية، يبقى المشهد الأمني في نيجيريا مفتوحًا على احتمالات متعددة، بين نجاح الضربات في إضعاف قدرات التنظيم، واستمرار التحديات المرتبطة بالأمن والتنمية في واحدة من أكثر مناطق إفريقيا هشاشة وتعقيدًا
