
التنمر الإلكتروني أصبح ظاهرة مقلقة تهدد الصحة النفسية للملايين، وتحوّل العالم الرقمي من فضاء للتعبير إلى ساحة للعنف اللفظي والإيذاء النفسي.
تشير تقارير حديثة إلى أن نسبًا متزايدة من الأطفال والمراهقين يتعرضون لشكل من أشكال التنمر الإلكتروني، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو تطبيقات المراسلة أو حتى الألعاب الإلكترونية. كلمات جارحة، صور مهينة، إشاعات متداولة، وتعليقات قاسية… كلها أدوات يستخدمها المتنمر لإيذاء ضحيته من خلف الشاشة.
الخطير في هذا النوع من التنمر أنه غير مرئي؛ لا يمكن للضحايا دائمًا الإفصاح عما يتعرضون له خوفًا من السخرية أو اللوم. وكثيرًا ما ينتهي الأمر بمآسٍ مؤلمة، من العزلة والاكتئاب إلى محاولات الانتحار، خصوصًا بين الفئات الشابة.
المختصون يؤكدون أن مواجهة التنمر الإلكتروني تبدأ من الوعي المجتمعي. فالمشكلة لا تكمن فقط في المتنمر، بل أيضًا في الصمت الجماعي الذي يسمح له بالاستمرار.
المدارس والعائلات مطالبة بلعب دور أساسي في التوعية، وتشجيع الحوار المفتوح بين الأهل والأبناء حول الاستخدام الآمن للإنترنت.
أما على المستوى القانوني، فقد بدأت عدة دول في سنّ تشريعات تجرّم التنمر الإلكتروني وتفرض عقوبات على المتسببين فيه، لكن الطريق لا يزال طويلًا.
في النهاية، يبقى السؤال المؤلم:
هل أصبح الهاتف سلاحًا في أيدينا دون أن ندري؟
فكلمة واحدة قد تزرع الأمل… وأخرى قد تقتل روحًا بريئة.











