
في بيان شديد اللهجة، وجهت حركة حماس انتقادًا لاذعًا إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متهمة إياه بـ”الخداع السياسي” بعد أن أعلن موافقته على خطة ترمب بشأن غزة، بينما يواصل جيشه القصف العنيف للقطاع دون توقف، مخلفًا دمارًا واسعًا وعشرات الضحايا من المدنيين الفلسطينيين.
البيان الصادر عن حماس أكد أن ما يقوم به نتنياهو “يفضح زيف نواياه ويكشف تناقض تصريحاته مع أفعاله”، موضحًا أن استمرار الغارات الجوية على مناطق مأهولة بالسكان، وخصوصًا في شمال القطاع ووسطه، ينسف أي حديث عن نوايا حقيقية للتهدئة أو التوجه نحو حل سياسي.
وأضافت الحركة أن موافقة نتنياهو على الخطة الأميركية ليست سوى مناورة سياسية الهدف منها امتصاص الغضب الدولي المتصاعد بعد الانتقادات الموجهة لإسرائيل على خلفية استمرارها في ارتكاب جرائم بحق المدنيين في غزة، والتي وثقتها منظمات دولية عديدة خلال الأسابيع الأخيرة.
ويأتي هذا البيان في وقت تشهد فيه المنطقة حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا تقوده أطراف إقليمية ودولية، بينها مصر والولايات المتحدة، في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة الإنسانية والسياسية في القطاع، وسط حديث عن مؤتمر محتمل للفصائل الفلسطينية في مدينة العريش لوضع أسس جديدة للمصالحة الفلسطينية الداخلية ولبحث ترتيبات ما بعد الحرب.
لكن استمرار القصف الإسرائيلي، رغم التصريحات عن قبول خطة ترمب، يؤكد وفق المراقبين أن نتنياهو يحاول كسب الوقت والبقاء في الحكم عبر إذكاء التوترات العسكرية، في ظل الأزمة السياسية الخانقة التي يواجهها داخل إسرائيل، ومع تصاعد الغضب الشعبي العالمي ضد السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين.
وأكدت حماس في ختام بيانها أن الشعب الفلسطيني لن ينخدع بالتصريحات الإسرائيلية أو الأميركية، وأن المقاومة ستستمر في الدفاع عن الأرض والإنسان حتى يتحقق وقف شامل للعدوان ورفع الحصار عن غزة، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف ما وصفته بـ”المجازر اليومية بحق الأبرياء”.
إن هذا البيان يسلط الضوء مجددًا على الهوة العميقة بين الأقوال والأفعال في السياسة الإسرائيلية، وعلى فشل كل محاولات تلميع صورة حكومة نتنياهو أمام العالم، في وقت تتزايد فيه الأصوات المطالبة بمحاكمة قادة الاحتلال على جرائمهم ضد المدنيين، وبضرورة أن يكون هناك حل عادل وشامل يضمن للشعب الفلسطيني حقه في الحرية والكرامة.
هل ترغب أن أرفق للمقال صورة معبرة دون كتابة عليها تجمع رمزيًا بين غزة والنيران ونتنياهو والعلم الإسرائيلي في الخلفية؟