
يشهد قطاع النقل الجوي العالمي اضطراباً واسعاً بعد إعلان شركة «إيرباص» عن إخضاع آلاف الطائرات من طراز A320 لتحديث برمجي عاجل، عقب رصد خلل تقني في نظام التحكم بالطيران قد يؤثر على السلامة الجوية.
ووفق ما أوردته تقارير دولية متطابقة، فإن الخلل يهم أحد أنظمة التحكم الحساسة المرتبطة بزاوية الطيران والمصاعد والجنيحات، وهو ما دفع الشركة المصنعة، بتنسيق مع هيئات الطيران المدني في أوروبا والولايات المتحدة، إلى إصدار تعليمات عاجلة بضرورة تحديث البرمجيات قبل إعادة تشغيل الطائرات المعنية.
وتشير المعطيات إلى أن عدد الطائرات المتأثرة يناهز ستة آلاف طائرة من عائلة A320، أي ما يعادل أكثر من نصف هذا الأسطول المنتشر عبر مختلف قارات العالم، وهو ما تسبب في تأجيل وإلغاء عدد كبير من الرحلات الجوية، خاصة في أوروبا، والولايات المتحدة، وآسيا.
وجاء اتخاذ هذا القرار بعد تسجيل حادث تقني خلال رحلة جوية تعرضت لهبوط مفاجئ بسبب خلل في قراءة بيانات الطيران، حيث أظهرت التحقيقات الأولية إمكانية تأثر النظام البرمجي بعوامل خارجية، من بينها الإشعاعات الكونية، ما استدعى التحرك الفوري لتفادي أي مخاطر محتملة مستقبلاً.
وأكدت «إيرباص» أن التحديث المطلوب إجراء وقائي يهدف إلى ضمان أعلى مستويات السلامة، مشيرة إلى أن عملية التحديث لا تستغرق سوى ساعات قليلة لكل طائرة، غير أن ضغط العدد الكبير للطائرات المعنية أدى إلى ارتباك واسع في جداول الرحلات.
وفي هذا السياق، دعت شركات الطيران المسافرين إلى تتبع إشعارات الرحلات بشكل مستمر، تحسباً لأي تغييرات مفاجئة في مواعيد الإقلاع أو الوصول، مؤكدة أن سلامة الركاب تبقى أولوية مطلقة.
ويرجّح أن يمتد تأثير هذا التوقف المؤقت خلال الأيام القليلة المقبلة، ريثما تستكمل شركات الطيران عمليات التحديث التقنية اللازمة، في واحدة من أكبر عمليات المعالجة البرمجية الجماعية في تاريخ الطيران المدني الحديث.











