أطلق الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم، عملية برية واسعة تهدف إلى السيطرة على مدينة غزة، بعد أيام من التحذيرات المتواصلة وإصدار أوامر إخلاء عاجلة لجميع السكان. وجاء الإعلان في وقت يشهد القطاع تصعيداً عسكرياً غير مسبوق، وسط قصف جوي ومدفعي مكثف، وتحذيرات دولية من كارثة إنسانية وشيكة.
ووفقاً لتقارير إعلامية إسرائيلية وأميركية، فقد بدأت القوات البرية التقدم من عدة محاور باتجاه أطراف مدينة غزة، في ظل مقاومة متوقعة من مقاتلي حركة حماس الذين يعتمدون على شبكة واسعة من الأنفاق والتحصينات داخل الأحياء السكنية. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن رئيس الأركان إيال زامير قوله إن السيطرة الكاملة على المدينة قد تستغرق عدة أشهر نظراً لتعقيدات المعركة الحضرية.
من جهتها، أشارت وكالة “رويترز” إلى أن الجيش الإسرائيلي أصدر أوامر إخلاء عاجلة لسكان المدينة، داعياً إياهم إلى التوجه جنوباً نحو مناطق يصفها بأنها “إنسانية آمنة”، فيما اعتبرت منظمات حقوقية أن هذه التحركات تنذر بموجات نزوح هائلة ستفاقم الوضع الإنساني الكارثي في القطاع.
في المقابل، أعربت الأمم المتحدة وعدد من العواصم الغربية عن قلقها العميق من تداعيات العملية، محذّرة من سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين وانهيار ما تبقى من البنية التحتية الحيوية، بينما دعت عواصم عربية وإسلامية إلى وقف فوري للهجوم والدخول في مسار سياسي يضمن حماية المدنيين.
وبينما يتابع العالم تطورات المشهد لحظة بلحظة، تتجه الأنظار إلى مدينة غزة التي قد تدخل واحدة من أشرس المعارك في تاريخ الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، في ظل مخاوف متزايدة من امتداد المواجهة إلى ساحات أوسع إقليمياً ودولياً.
