
في تحول دبلوماسي مهم، تقترب فنزويلا من اتخاذ خطوة تاريخية نحو سحب اعترافها بالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) كتمثيل شرعي لشعب الصحراء الغربية. هذه الخطوة قد تمثل تحولًا جذريًا في سياسة فنزويلا تجاه النزاع الإقليمي المتعلق بالصحراء المغربية، الذي طال أمده، في خطوة يمكن أن تكون لها تبعات كبيرة على العلاقات الدولية في المنطقة.
تاريخ اعتراف فنزويلا بالبوليساريو يعود إلى عام 1980، عندما كانت الحكومة الفنزويلية بقيادة الرئيس هوغو تشافيز في ذلك الوقت قد تبنت سياسة دعم حركات التحرر الوطني في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك البوليساريو. اعتراف فنزويلا بالبوليساريو كان جزءًا من سياسة خارجية مناهضة للاستعمار وداعمة للثوار في مناطق مختلفة من العالم. هذه السياسة كانت تأتي ضمن إطار تحالفات فنزويلا مع عدد من الدول التي تبنت مواقف مشابهة.
على الرغم من الدعم الذي قدمته فنزويلا للجبهة، فإن الساحة السياسية العالمية شهدت تغييرات كبيرة في السنوات الأخيرة، مما دفع بعض الدول إلى إعادة تقييم مواقفها من النزاع. مع تزايد الضغوط الدولية على جبهة البوليساريو، لا سيما بعد التغيرات في مواقف بعض الدول العربية والدول الكبرى، قد يكون سحب فنزويلا اعترافها جزءًا من إعادة ضبط سياستها الخارجية، خاصة في ضوء الظروف الإقليمية والدولية الحالية.
إن سحب فنزويلا للاعتراف بالبوليساريو لن يكون مجرد قرار سياسي داخلي، بل سيشكل خطوة كبيرة على المستوى الدولي، حيث سيؤثر بشكل ملحوظ في التوازنات الدبلوماسية في منطقة المغرب العربي، وقد يفتح الباب أمام مزيد من التغيرات في المواقف الدولية المتعلقة بقضية الصحراء المغربية.