
تتجه أوكرانيا نحو مرحلة جديدة قد تكون الأكثر حساسية منذ اندلاع الحرب، بعدما أعلن مكتب الرئاسة في كييف عن استعداد البلاد لفتح مشاورات رسمية خلال الأيام المقبلة مع الولايات المتحدة وشركاء أوروبيين لبحث “الخطوات الممكنة لإنهاء الحرب” مع روسيا، وفق ما نقلته قناة العربية وعدد من الوكالات الدولية.
هذا الحراك يأتي في ظل تزايد الضغوط الدولية لإيجاد مخرج للنزاع الذي دخل عامه الرابع، وفي أعقاب بروز خطة أمريكية من 28 نقطة أعدتها إدارة واشنطن كإطار لمفاوضات سلام محتملة، وهي خطة أثارت نقاشاً واسعاً داخل أوروبا وكييف بسبب ما وُصف بأنه يتضمن “تنازلات مؤلمة” تمسّ السيادة الأوكرانية.
ووفق وكالة رويترز، تستعد كييف للقاء وفد أمريكي رفيع في سويسرا لبحث تفاصيل الخطة وموقع أوكرانيا منها، بينما تعمل واشنطن على إشراك أطراف أوروبية في هذه المشاورات، رغم وجود تباين واضح بين المواقف الأوروبية من جهة، والنهج الأمريكي من جهة أخرى، خصوصاً بعدما أعربت باريس وبرلين ولندن عن تحفظات على بعض بنود المبادرة الأمريكية.
ورغم الزخم الدبلوماسي الذي يبدو في الواجهة، فإن أوكرانيا لا تزال تتعامل بحذر مع أي طرح قد يُنظر إليه داخلياً كمساس بمبدأ وحدة الأراضي، لاسيما في ضوء بندين بارزين من الخطة الأمريكية أثارا الجدل: تحديد حجم القوات الأوكرانية، ومنع كييف من الانضمام للناتو في المرحلة الحالية.
الرئيس فولوديمير زيلينسكي وصف الموقف بأنه “لحظة شديدة التعقيد”، مؤكداً أن بلاده تواجه خياراً صعباً بين الحفاظ على كرامتها الوطنية وبين الحاجة إلى عدم خسارة دعم الشريك الأمريكي، وهو تصريح يعكس حجم الضغوط السياسية المحيطة بالمفاوضات المرتقبة.
من جهة أخرى، تُجمع المصادر على أن ما يجري في هذه المرحلة ليس “اتفاقاً للسلام”، بل حوار أولي قد يحدد شكل المرحلة القادمة، وسط توقعات بأن تكون الأسابيع المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كانت هذه الخطوات ستتطور إلى إطار مفاوضات شامل، أم ستتعثر عند حدود الخلافات.
وفي انتظار ما ستؤول إليه الجولة المقبلة من المشاورات، تبقى أوكرانيا بين مطرقة الحرب وسندان التسويات الدولية، بينما يترقب العالم ما إذا كان هذا التحرك سيقود فعلاً إلى منعطف جديد يضع الحرب على مسار النهاية، أم أنه مجرد جولة أخرى من الدبلوماسية المعقدة التي طبعت الأزمة منذ بدايتها.











