عربية وشرق اوسط

قهوة مرفوضة واتفاقات استراتيجية: ترامب في السعودية وتوقيع تفاهمات جديدة

أحدث الأخبار
مؤشرات الأسواق العالمية

في زيارة أعادت تسليط الأضواء على العلاقة المعقدة بين الرياض وواشنطن، رفض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تناول القهوة العربية التي قُدمت له خلال استقباله من قبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في مشهد لافت أثار الكثير من الجدل والتأويلات. ورغم الطابع البروتوكولي للّقاء، فإن حركة ترامب السريعة برفض الفنجان أثارت تساؤلات، حيث فسّرها البعض على أنها تجاهل لأحد رموز الضيافة السعودية، فيما رأى فيها آخرون مجرد تفضيل شخصي لا يحمل أي دلالات سياسية.

لكن خلف هذا المشهد الرمزي، حملت الزيارة أبعادًا استراتيجية أعمق، تجسدت في توقيع مذكرة تفاهم شاملة بين السعودية والولايات المتحدة، تمحورت حول التعاون في مجالات الأمن والدفاع والاقتصاد. وركزت الاتفاقية على تطوير القدرات العسكرية للقوات المسلحة السعودية، بما يشمل التدريب والتكنولوجيا والتصنيع، في إطار سعي المملكة لتوطين صناعاتها الدفاعية وتعزيز استقلالها العسكري. كما شملت المذكرة التعاون في قطاع التعدين واستغلال الموارد المعدنية، ما يعكس توجهًا سعوديًا لتوسيع القاعدة الاقتصادية بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على النفط، في انسجام مع أهداف “رؤية 2030”.

الزيارة، وإن بدت للوهلة الأولى شكلية، حملت في طياتها إشارات واضحة إلى استمرار متانة العلاقات السعودية الأمريكية، رغم التغيرات السياسية والإدارية على جانبي الأطلسي. وبين فنجان قهوة مرفوض واتفاقيات مليارية، بدا أن المصالح الاستراتيجية قادرة دائمًا على تجاوز الرسائل الرمزية، مهما بدت لافتة في الظاهر.

جواد مالك

إعلامى مغربى حاصل على الاجازة العليا فى الشريعة من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس. عضو الاتحاد الدولى للصحافة العربية وحقوق الانسان بكندا . متميز في مجال الإعلام والإخبار، حيث يعمل على جمع وتحليل وتقديم الأخبار والمعلومات بشكل موضوعي وموثوق. يمتلك مهارات عالية في البحث والتحقيق، ويسعى دائمًا لتغطية الأحداث المحلية والدولية بما يتناسب مع اهتمامات الجمهور. يساهم في تشكيل الرأي العام من خلال تقاريره وتحقيقاته التي تسلط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في المغرب. كما يتعامل مع التحديات اليومية التي قد تشمل الضغوط العامة، مما يتطلب منه الحفاظ على نزاهته واستقلاليته في العمل الإعلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا