في ليلة كروية كان من المنتظر أن تكون ساحرة، تحولت أنفاس جماهير بايرن ميونيخ إلى صرخات صدمة، بعد سقوط نجم الفريق الشاب جمال موسيالا بطريقة مروعة خلال مواجهة حاسمة ضد باريس سان‑جيرمان ضمن منافسات كأس العالم للأندية. لم تكن مجرد لحظة عابرة، بل مشهدًا مأساويًا سيتردد صداه طويلًا في ذاكرة كل من تابع اللقاء، حينما تدخل حارس باريس جيانلويجي دوناروما بقوة أوقعت موسيالا أرضًا، وسط آهات الملعب وصمت قاتل.
الإعادة التلفزيونية كشفت ما لم يستطع القلب تحمله: التواء عنيف في الكاحل وسقوط بدا أنه أكثر من مجرد إصابة عضلية. دقائق مرت وكأنها دهر، والطاقم الطبي يحيط بجمال، فيما وقف زملاؤه وخصومه بذهول لا يُوصف. خرج محمولًا على نقالة، والدموع في عينيه وعين كل من رأى الموهبة الألمانية تتلوى ألمًا. المدرب فينسنت كومباني لم يستطع إخفاء مشاعره، وصرّح لاحقًا أن الإصابة “مروعة” وقد تكون الأسوأ في مشوار اللاعب حتى الآن.
المعطيات الأولية من المستشفى تؤكد وجود كسر في عظم الشظية واحتمال تمزق في الأربطة، ما يعني غيابًا طويلًا قد يصل إلى خمسة أشهر أو أكثر. ضربة موجعة للفريق البافاري الذي كان يعوّل كثيرًا على موسيالا في حملة الألقاب القادمة، خصوصًا مع بداية موسم جديد كان يراهن فيه على استعادة الهيمنة محليًا وأوروبيًا.
ردود الأفعال لم تتأخر، إذ اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجات من التعاطف والدعاء بالشفاء، من مشجعين ولاعبين على حد سواء. حتى خصومه في باريس سان‑جيرمان، كأشرف حكيمي وديمبيلي، عبّروا عن أسفهم العميق لما جرى. أما جمهور البايرن، فاستقبل الخبر بقلوب مكسورة، مُطالبين إدارة النادي بدعم اللاعب نفسيًا وبدنيًا، ومؤكدين أن “جمال سيعود أقوى”.
جمال موسيالا، صاحب الـ22 عامًا، ليس مجرد لاعب موهوب، بل رمز لجيل كامل من العشاق الذين آمنوا بكرة قدم نظيفة وساحرة. إصابته هذه لا تهز بايرن فقط، بل تهز كرة القدم الألمانية والعالمية التي وجدت فيه وجهًا جديدًا للأمل. وبين الألم والرجاء، لا تزال الجماهير تنتظر بلهفة أي بصيص أمل من التقارير الطبية القادمة، متمسكة بعبارة واحدة: عد لنا قريبًا يا جمال، فقد تركت مكانك فارغًا في قلوبنا.