
شهدت الهند صباح يوم الخميس 12 يونيو 2025 واحدة من أكثر الكوارث الجوية فتكًا في تاريخها، بعدما تحطمت طائرة تابعة للخطوط الجوية الهندية “إير إنديا” بعد لحظات قليلة من إقلاعها من مطار سردار فالابهبهاي باتيل الدولي بمدينة أحمدآباد. الرحلة رقم AI171، والتي كانت متجهة إلى لندن جاتويك، سقطت في منطقة سكنية مكتظة قرب كلية طبية، ما أدى إلى وقوع عدد هائل من الضحايا بين ركاب الطائرة وسكان المنطقة.
الطائرة، وهي من طراز بوينغ 787 دريملاينر، كانت تقل على متنها 242 شخصًا، بينهم 12 من أفراد الطاقم. وقد أكدت السلطات المحلية والدفاع المدني مصرع ما لا يقل عن 241 شخصًا كانوا على متن الطائرة، إضافة إلى عدد من القتلى على الأرض، بينهم طلاب وأطباء كانوا داخل مباني الحرم الطبي الذي اصطدمت به الطائرة. الناجي الوحيد من بين الركاب هو شاب بريطاني من أصول هندية يُدعى فيشواش كومار راميش، وقد نُقل إلى المستشفى في حالة حرجة لكن مستقرة.
فرق الطوارئ والإسعاف هرعت بسرعة إلى موقع الحادث، حيث عملت لساعات طويلة على إخماد النيران وانتشال الجثث من بين الحطام، في ظل مشهد مأساوي وصفه شهود عيان بـ”الجحيم على الأرض”. وأعلن رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي الحداد الوطني ليوم واحد، كما وجّه بفتح تحقيق فوري لمعرفة ملابسات الحادث وأسبابه، مؤكدًا أن الحكومة ستتخذ “كافة الإجراءات الممكنة لمحاسبة المسؤولين وتقديم الدعم الكامل لأهالي الضحايا”.
من جانبه، أعلن المكتب الهندي للتحقيق في حوادث الطيران عن بدء تحليل الصندوقين الأسودين للطائرة، بالتعاون مع خبراء من بريطانيا والولايات المتحدة، وذلك لكشف السبب الحقيقي وراء فقدان الطائرة لارتفاعها بشكل مفاجئ بعد 30 ثانية فقط من الإقلاع. وتداولت وسائل إعلام محلية ودولية مقاطع فيديو التقطها شهود عيان تُظهر لحظة سقوط الطائرة بشكل عمودي شبه كامل، وسط ألسنة لهب وتصاعد كثيف للدخان، ما يعزز فرضية حدوث خلل فني جسيم أو فقدان كامل للطاقة الحركية.
مجموعة “تاتا” المالكة لشركة “إير إنديا” أعلنت تعويضًا بقيمة 1 كرور روبية (حوالي 116 ألف دولار) لكل أسرة من أسر الضحايا، مع التزامها بتغطية تكاليف العلاج للناجي الوحيد والمصابين على الأرض. كما أعلنت شركة بوينغ أنها سترسل فريقًا فنيًا للمشاركة في التحقيق، مؤكدة أن هذا الحادث هو الأخطر في تاريخ الطائرة دريملاينر منذ دخولها الخدمة عام 2011.
الحدث أثار موجة من الحزن والغضب في أوساط الرأي العام، خاصة مع تزايد المخاوف من تكرار الحوادث الجوية المرتبطة بمشاكل تقنية في الطائرات الحديثة. وقد طالب برلمانيون وسياسيون بضرورة مراجعة إجراءات الصيانة والتدريب والتدقيق على شركات الطيران العاملة في البلاد. ولا يزال التحقيق في مراحله الأولية، فيما يُنتظر أن تسلط نتائج تحليل بيانات الرحلة الضوء على ما جرى في اللحظات الأخيرة من الطيران، وسط ترقب عالمي واسع وتضامن دولي كبير مع الشعب الهندي في هذه المحنة المؤلمة.