نجح المنتخب الكولومبي في تحقيق إنجاز تاريخي جديد بعد فوزه المستحق على نظيره الفرنسي بنتيجة هدف دون رد في مباراة تحديد المركز الثالث ضمن منافسات كأس العالم لأقل من 20 سنة التي احتضنتها تشيلي، وجاء الهدف الوحيد في اللقاء من توقيع اللاعب أوسكار بيريا في الشوط الأول بعد هجمة مرتدة سريعة استغلها بذكاء كبير ليمنح منتخبه الأفضلية التي حافظ عليها حتى النهاية رغم الضغط الفرنسي المستمر، وقد أظهر لاعبو كولومبيا شخصية قوية وتنظيمًا تكتيكيًا محكمًا مكنهم من إغلاق جميع المنافذ أمام المحاولات الفرنسية التي لم تنجح في كسر التكتل الدفاعي ولا في استغلال فرصها القليلة داخل منطقة الجزاء.
بينما اعتمد المنتخب الكولومبي على الانضباط الدفاعي والسرعة في الارتداد مما جعل دفاع فرنسا يعاني من المرتدات الخطيرة طوال فترات اللقاء، وبذلك أنهى أبناء المدرب خوان كارلوس غوميز البطولة بأداء ناضج منحهم الميدالية البرونزية ورفع من قيمة الكرة الكولومبية في فئة الشباب، أما المنتخب الفرنسي فرغم خسارته فقد قدم بطولة كبيرة وكان قريبًا من الوصول إلى النهائي إلا أن غياب التركيز في اللمسة الأخيرة حرمهم من منصة التتويج، وقد أكد هذا اللقاء مرة أخرى تفوق المنتخبات اللاتينية في الصلابة الذهنية والفعالية الهجومية أمام المدارس الأوروبية التي تعتمد أكثر على الاستحواذ والتمرير القصير، وبذلك تضع كولومبيا نفسها ضمن القوى الصاعدة في كرة القدم العالمية للشباب وتبعث برسالة واضحة مفادها أن المستقبل يحمل أسماء جديدة قادرة على المنافسة في أعلى المستويات.







