تلقى الرأي العام مؤخراً صدمة كبيرة بعد تداول مقاطع مصورة على منصات التواصل الاجتماعي، تظهر قيام بعض الأشخاص بادعاءات كاذبة تفيد بإصابة طفلة بمرض السرطان، بغرض استدرار عطف المتابعين وجمع التبرعات بطرق احتيالية. هذه الممارسات تمثل جريمة أخلاقية وإنسانية قبل أن تكون جريمة قانونية، وتشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الطفل وللقيم المجتمعية.
إنّ ما يحدث ليس مجرد حالة فردية، بل يبدو أنّه نشاط منظم يتم بتنسيق بين عدة أطراف، اولهم الام وصديقتها ، في مشهد يقترب من تشكيل عصابة هدفها الرئيسي جمع المال السريع على حساب معاناة وهمية. الأخطر من ذلك أنّ الطفلة اناس نفسها تُستغل وتُستخدم كأداة لتحقيق هذه المكاسب، في استغلال بشع يجرّمُه القانون وتستنكره الفطرة السليمة.
وعليه، ندعو من هذا المنبر الصحافة الوطنية ومختلف وسائل الإعلام إلى دق ناقوس الخطر، وفتح هذا الملف على أوسع نطاق، وتحسيس الرأي العام بخطورة الظاهرة. كما نوجه نداءً عاجلاً إلى السلطات الأمنية والقضائية بضرورة التدخل السريع، فتح تحقيق معمّق، وتقديم كل من يثبت تورطه في هذه الممارسات أمام العدالة، حتى يكونوا عبرة لغيرهم.
إنّ مسؤولية الإعلام كبيرة في كشف مثل هذه القضايا، وتسليط الضوء عليها، وفضح كل من يحاول استغلال عواطف الناس لتحقيق مكاسب شخصية. حماية المجتمع تبدأ من مواجهة هذه الأساليب القذرة، وتجفيف منابع النصب والاحتيال الإلكتروني، خصوصاً عندما يتعلق الأمر ببراءة الأطفال.
إنّنا نطالب بتحرك فوري وحاسم، ونطالب بكشف طبي على اناس لمعرفة اصابتها بمرض السرطان كما تدعي امها من عدمه،ام هي مسرحية ابطالها ام غير مسؤولة، بمعية رئيسة جمعية ، فصمتنا عن مثل هذه الجرائم هو مشاركة ضمنية فيها، وتركها بلا رادع يهدد الثقة المجتمعية ويشجع المزيد من ضعاف النفوس على تكرارها، فعلى القوى الامنية التدخل الفوري وفتح تحقيق معمق في هذا الشأن ،ومعاقبة المتورطين في صنع هذا الحذث من اجل المال والربح السريع .







