صحة

خضر رخيصة.. لكنها من أقوى الأغذية المقاومة للسرطان

في عالمٍ يشتد فيه البحث عن الغذاء الصحي وتتسابق فيه المختبرات لإيجاد سبل للوقاية من الأمراض الخطيرة، تبقى الطبيعة دائماً أكثر سخاءً مما نظن. فهناك خضر بسيطة، متوفرة في كل الأسواق وبأسعار زهيدة، لكنها تحمل في مكوناتها قوة غذائية هائلة تجعلها خط الدفاع الأول ضد العديد من الأورام السرطانية. ومن بين هذه الخضر البسيطة التي أثبتت الدراسات دورها الفعّال في الوقاية والحد من نمو الخلايا السرطانية، تبرز القرنبيط، البروكلي، الثوم، والبصل.

يُعد البروكلي في مقدمة الخضر المقاومة للسرطان، إذ يحتوي على مركبات “السلفورافان” و“الغلوكوزينات”، وهي مواد أثبتت فعاليتها في وقف تكاثر الخلايا السرطانية وتحفيز الجسم على التخلص منها. كما يساعد البروكلي على حماية الحمض النووي، ويُعدّ من أفضل الخضر التي ينصح بها الأطباء للوقاية من سرطان القولون والثدي والبروستاتا.

ويأتي القرنبيط في المرتبة نفسها، فهو ينتمي لعائلة الخضروات الصليبية الغنية بالمركبات المضادة للأكسدة، وقد أظهرت أبحاث متعددة دوره في منع تحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية، إضافة إلى قدرته على تعزيز صحة الكبد الذي يُعتبر جهاز التنقية الأول في الجسم.

أما الثوم، فرغم ثمنه البسيط، فإنه من أقوى الأغذية العلاجية. يحتوي على مركب “الأليسين”، المعروف بقدرته على مواجهة الطفرات الخلوية وعرقلة نمو الأورام. وتشير الدراسات إلى أن تناول الثوم بانتظام يساهم في تقليل خطر الإصابة بسرطان المعدة والقولون، ويعزز المناعة بشكل لافت.

ولا يمكن الحديث عن خضر مقاومة للسرطان دون ذكر البصل، الذي يتميز بغناه بمركبات الكبريت العضوية والفلافونويدات. هذه المركبات تمنح البصل خصائص قوية في منع الالتهابات وإيقاف انتشار الخلايا السرطانية، إضافة إلى دوره المهم في حماية الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة.

إن ما يميز هذه الخضر ليس فقط ثمنها المناسب أو امتلاؤها بالعناصر الغذائية، بل كونها تقدم للإنسان درعاً طبيعياً حقيقياً في مواجهة أحد أخطر الأمراض. إنها رسالة من الطبيعة تقول إن الصحة لا ترتبط بالغذاء الباهظ، بل بما تحتويه هذه الخيرات المتواضعة من قوى خفية تحارب من أجل الإنسان دون أن يشعر.

في طبقٍ من بروكلي، أو فصٍّ من ثوم، أو شريحةٍ من بصل، تختبئ عناصر لها القدرة على حماية الجسد وتطهيره، وإمداده بطاقة وقائية ليست في حاجة إلى دواء مصنع. إنها خضر رخيصة، لكنها لا تقدّر بثمن حين يتعلق الأمر بصحة الإنسان ونجاته.

جواد مالك

مدير عام و رئيس تحرير جريدة أهم الأخبار الدولية. أمين عام الإتحاد الدولي للشعراء والأدباء العرب (فرع المملكة المغربية). أمين سر منظمة أواصر السلام العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا