في مشهد إنساني صادم، استيقظت مدينة آسفي، اليوم الأحد 14 دجنبر 2025، على واحدة من أفظع الكوارث الطبيعية التي عرفتها في السنوات الأخيرة، بعدما تسببت فيضانات مفاجئة وقوية في وفاة سبعة أشخاص، وفق حصيلة أولية أليمة، مع تسجيل عدد من المصابين وخسائر مادية واسعة.
وحسب معطيات متطابقة صادرة عن مصادر محلية ورسمية، فإن المدينة شهدت تساقطات مطرية غزيرة وغير مسبوقة في ظرف زمني وجيز، ما أدى إلى ارتفاع مفاجئ في منسوب المياه وتحول عدد من الأحياء والشوارع إلى مجارٍ للسيول الجارفة، التي باغتت السكان وجرفت كل ما اعترض طريقها.
وأكدت المصادر ذاتها أن الضحايا السبعة لقوا مصرعهم في ظروف مأساوية، أغلبها بسبب جرف السيول للأشخاص أو محاصرتهم داخل منازلهم، في وقت تم فيه نقل عدد من المصابين إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بآسفي لتلقي الإسعافات والعلاجات الضرورية، مع تسجيل حالات متفاوتة الخطورة.
الفيضانات خلفت أيضاً خسائر مادية كبيرة، تمثلت في غرق عشرات المنازل والمحلات التجارية، وجرف عدد من السيارات، إضافة إلى شلل شبه تام في حركة السير بعدة محاور رئيسية، وانقطاع مؤقت لبعض المسالك الحيوية داخل المدينة.
وفور إشعارها بالكارثة، استنفرت السلطات المحلية مختلف أجهزتها، حيث انتقلت إلى عين المكان عناصر الوقاية المدنية، والأمن، والسلطات الترابية، من أجل إنقاذ المحاصرين، وتأمين المناطق المتضررة، وفتح تحقيق ميداني لتحديد ملابسات الفاجعة، في وقت ما تزال فيه عمليات التمشيط والبحث متواصلة تحسباً لوجود ضحايا أو مفقودين آخرين.
وتعيد هذه الفاجعة الدامية إلى الواجهة إشكالية البنية التحتية وتصريف مياه الأمطار، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي باتت تشهد معها عدة مدن مغربية تساقطات عنيفة في فترات زمنية قصيرة، مخلفة كوارث إنسانية ومادية ثقيلة.
وتبقى حصيلة الوفيات مؤقتة وقابلة للارتفاع، في انتظار صدور بلاغ رسمي محين، بينما تعيش آسفي على وقع الحزن والصدمة، وسط دعوات واسعة لاتخاذ تدابير استعجالية لحماية الأرواح وتفادي تكرار مثل هذه المآسي.











