
في مشهد درامي هزّ ساكنة بني ملال والرأي العام المغربي، أقدم رجل أربعيني على اعتصام فوق خزان مائي مرتفع بجماعة أولاد يوسف مطالبًا بكشف ملابسات وفاة والده الجندي المتقاعد، التي وصفها بالغامضة. ورغم محاولات متكررة من طرف السلطات المحلية وعناصر من حقوق الإنسان لإقناعه بالعدول عن موقفه واللجوء للمساطر القانونية، أصرّ المعتصم على البقاء فوق الخزان، رافضًا الحوار أو النزول. ومع مرور الأيام، تحوّل المشهد من احتجاج سلمي إلى لحظة توتر قصوى، حين استدرج المعتصم أحد عناصر الوقاية المدنية بحجة تدهور حالته الصحية، ليقوم باحتجازه وتهديده بأداة حادة، ثم قام بدفعه من أعلى الخزان في لحظة صادمة، مما تسبب له في إصابات بليغة رغم سقوطه فوق وسادة مطاطية كانت مجهّزة احتياطيًا. الدرك الملكي حاول التدخل لكنه قوبل بمقاومة شرسة من المعتصم الذي رشقهم بالحجارة. وفي لحظة مأساوية، ألقى بنفسه من أعلى الخزان بحبل مشدود حول عنقه، ليسقط بين الحياة والموت، وينقل في حالة حرجة إلى مستشفى بني ملال. التحقيقات القضائية ما تزال جارية، فيما تعيش المنطقة على وقع صدمة كبيرة تتجاوز مجرد احتجاج فردي، وتفتح أبوابًا واسعة للتساؤل حول الضغط النفسي، وفقدان الثقة في مؤسسات الإنصاف، وحدود الاحتجاج المشروع في مجتمع يشهد تصاعدًا لحالات اليأس الفردي.