صحة

متلازمة موبيوس… حين يولد الوجه بلا تعابير

أحدث الأخبار
مؤشرات الأسواق العالمية

متلازمة موبيوس هي اضطراب عصبي نادر يظهر منذ الولادة، وتُعرف بتأثيرها المباشر على عضلات الوجه وحركة العينين. يعاني المصابون بهذه المتلازمة من شلل جزئي أو كامل في الوجه، ما يجعلهم غير قادرين على التعبير بتعابير الوجه المعتادة كالتبسم أو العبوس، كما يجدون صعوبة في تحريك العينين من جانب إلى آخر. غالبًا ما تظهر الأعراض منذ الأيام الأولى للولادة، حيث يُلاحظ أن الطفل لا يبتسم ولا يبكي بتعبيرات وجه واضحة، كما قد يواجه صعوبة في الرضاعة، ويتأخر في تعلم النطق بسبب محدودية حركة اللسان والفك. في بعض الحالات، تُرافق هذه الأعراض مشكلات أخرى مثل تشوهات في اليدين أو القدمين، أو اضطرابات في التنفس.

رغم التقدم العلمي، لا يزال السبب المباشر لمتلازمة موبيوس غير واضح تمامًا، إلا أن الدراسات تشير إلى احتمال ارتباطها بعوامل جينية أو تأثيرات بيئية تؤثر على نمو الأعصاب القحفية خلال الحمل. وقد تم الربط في بعض الحالات بين إصابة الأم بعدوى معينة أو تعاطيها أدوية أو مواد محظورة أثناء فترة الحمل، وبين ظهور هذه المتلازمة لدى الطفل.

لا يوجد حتى الآن علاج نهائي لهذه الحالة، لكن هناك تدخلات متعددة لتحسين جودة حياة المريض، من بينها الجراحة التجميلية التي تسمح بزراعة عضلات في الوجه تمكّن الشخص من الابتسام، إضافة إلى العلاج الفيزيائي الذي يساعد في تحسين حركة الأطراف، والعلاج النطقي الذي يدعم قدرة الطفل على النطق والبلع، مع أهمية الدعم النفسي والاجتماعي خصوصًا للأطفال في سن المدرسة.

وبما أن هذا الاضطراب يحدث في مرحلة التكوين الجنيني، فإن سبل الوقاية منه تظل محدودة. مع ذلك، يُوصى بشدة بتجنب تناول أي دواء أثناء الحمل دون استشارة طبية، والامتناع التام عن الكحول والمخدرات، والحرص على المتابعة الطبية المنتظمة خلال الحمل، خصوصًا في الأشهر الأولى التي تشهد تطورًا حاسمًا لأجهزة الجنين.

جواد مالك

إعلامى مغربى حاصل على الاجازة العليا فى الشريعة من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس. عضو الاتحاد الدولى للصحافة العربية وحقوق الانسان بكندا . متميز في مجال الإعلام والإخبار، حيث يعمل على جمع وتحليل وتقديم الأخبار والمعلومات بشكل موضوعي وموثوق. يمتلك مهارات عالية في البحث والتحقيق، ويسعى دائمًا لتغطية الأحداث المحلية والدولية بما يتناسب مع اهتمامات الجمهور. يساهم في تشكيل الرأي العام من خلال تقاريره وتحقيقاته التي تسلط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في المغرب. كما يتعامل مع التحديات اليومية التي قد تشمل الضغوط العامة، مما يتطلب منه الحفاظ على نزاهته واستقلاليته في العمل الإعلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا