مركز عدالة لحقوق الإنسان يكرم الصحفي المغربي حميد المهداوي تقديرًا لمسيرته في الدفاع عن الحقيقة وحرية التعبير
اهم الاخبار
في خطوة تعكس التزام مركز عدالة لحقوق الإنسان بدعم المدافعين عن القضايا العادلة، شهدت قاعة النقابة الوطنية للصحافة المغربية حفلًا تكريميًا للصحفي المغربي حميد المهداوي، أحد أبرز الأصوات الإعلامية في المغرب والعالم العربي.
هذا التكريم جاء تتويجًا لمسيرة طويلة من النضال الإعلامي والمهني، التي كرّسها المهداوي لخدمة القضايا الإنسانية والدفاع عن حرية التعبير والعدالة الاجتماعية.
وقد عبر الأستاذ حسن اليوسفي رئيس مركز العدالة في كلمته:
“إننا في مركز عدالة لحقوق الإنسان، نحتفي اليوم برمز من رموز الصحافة المغربية، شخصية كرست قلمها لخدمة العدالة، وكشفت العديد من الحقائق التي كانت لتظل خفية لولا شجاعته. حميد المهداوي لم يكن مجرد صحفي، بل كان مدافعًا عن حقوق الإنسان وقضايا المجتمع بشغف وإيمان عميق بالحق والحرية.”
وأضاف:
“هذا التكريم هو اعتراف من المركز ليس فقط بشخص المهداوي، بل برسالة الصحافة النبيلة التي تساهم في بناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنسانية. نحن هنا لنؤكد دعمنا المستمر لكل صوت حر يقف في وجه الظلم ويسعى لتحقيق العدالة.”
“تكريم حميد المهداوي اليوم هو تكريم لكل صوت حرّ واجه التحديات بشجاعة وكرامة. رسالتنا من خلال هذا الحفل واضحة: دعم الصحفيين الذين يلتزمون بالمبادئ الإنسانية ويضحّون من أجل كشف الحقيقة.”
وأشاد الحضور بالروح النضالية التي أظهرها المهداوي طوال مسيرته، مشيرين إلى أن هذا التكريم يحمل أبعادًا أعمق تتجاوز الشخص المكرم لتسلط الضوء على أهمية دور الإعلام في تحقيق العدالة.
تقرير مركز العدالة لحقوق الإنسان
خلال الحفل، استعرض الأستاذ حسن اليوسفي أبرز النقاط التي وردت في تقرير مركز العدالة لحقوق الإنسان لعام 2024، والذي ركز على أوضاع حرية الصحافة في المغرب. تضمن التقرير الانتهاكات التي طالت الصحفيين، ودور الإعلام في كشف قضايا الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان.
في لحظة مؤثرة، وقف حميد المهداوي أمام الحضور ليعبر عن شكره وامتنانه لهذه اللفتة التي اعتبرها دافعًا معنويًا للاستمرار في مشواره الإعلامي. وفي كلمته قال:
“أنا ممتن جدًا لمركز عدالة لحقوق الإنسان ولكل من يدعم الصحفيين. هذا التكريم هو شهادة تقدير لكل الجهود التي بذلتها على مدار سنوات، وهو أيضًا تكريم لحرية الصحافة التي يجب أن نحميها مهما كانت التحديات.”
وفي كلمة مميزة ألقاها الصحفي المغربي حميد المهداوي خلال الحفل، تطرق إلى الواقع الحقوقي في المغرب، مركزًا على القضايا المتعلقة بحرية التعبير والتضييق الذي يواجهه الصحفيون. كما وجه رسائل هامة حول دور الإعلام والمؤسسات الإعلامية في تعزيز المهنية ومساءلة الصحفيين ضمن إطار أخلاقي ومهني.
في جانب آخر من كلمته، شدد المهداوي على أهمية أن تتحلى المؤسسات الإعلامية بالمهنية والحياد، مؤكدًا:
“علينا كإعلاميين ألا نكتفي بنقل الحقيقة، بل يجب علينا أن ندقق فيما نكتبه وننشره، وأن نتأكد من أن الحساب والعقاب يتم بناءً على أخلاقيات المهنة وليس على أهواء شخصية أو مصالح ضيقة.”
وتابع قائلًا:
“المهنية ليست فقط أداة لتحسين صورة الإعلام، بل هي أيضًا درع يحمي الصحفيين من الوقوع في الأخطاء أو التعرض للمساءلة غير العادلة.”
وفي فقرة أثارت الكثير من التفاعل، أشار المهداوي إلى تطبيع المجتمع المغربي مع فكرة السجن، حيث قال:
“ما وصلنا إليه في المغرب من واقع اجتماعي يجعل المواطن يتقبل السجن وكأنه أمر طبيعي. لكن دعونا نكون واضحين: السجن ليس أمرًا عاديًا، بل هو مصيبة كبيرة، وأحد أكبر الانتهاكات التي قد يتعرض لها الإنسان. علينا أن نعمل على إعادة بناء هذا الوعي لدى الناس.”
وأضاف بتأثر واضح:
“تهيئة المواطنين لقبول السجن كأمر طبيعي هو جريمة في حد ذاتها. علينا أن نقف جميعًا ضد هذا التطبيع، وأن نعيد الاعتبار للحرية كقيمة أساسية لا يمكن التنازل عنها.”
حميد المهداوي هو اسم ارتبط بالشجاعة الإعلامية والنزاهة المهنية. منذ بداياته في العمل الصحفي، وضع نصب عينيه مسؤولية الكشف عن الحقائق، متحملًا في سبيل ذلك مشقة مواجهة التحديات التي تأتي مع مهنة الصحافة في بيئات محفوفة بالمخاطر.
عُرف المهداوي بأسلوبه الصريح في معالجة القضايا الحساسة، سواء من خلال كتاباته الجريئة أو تقاريره الاستقصائية التي تناولت ملفات تتعلق بالعدالة الاجتماعية، والحقوق السياسية، والحريات الفردية.
لم تكن مسيرة المهداوي خالية من التحديات، حيث واجه العديد من الضغوطات، بما في ذلك المضايقات القانونية والتهديدات التي استهدفت عمله. ومع ذلك، استطاع أن يظل وفيًا لرسالته الإعلامية، مؤمنًا بأن الصحافة الحقيقية هي صوت المظلومين وأداة للتغيير.
هذا التكريم لا يقتصر على الاعتراف بجهود المهداوي فقط، بل يعكس رسالة أوسع حول أهمية دعم الصحفيين في بيئات تضيق فيها مساحة حرية التعبير. إذ يُعد الصحفيون المستقلون الركيزة الأساسية لبناء مجتمعات ديمقراطية تضمن حقوق الأفراد وتحاسب المسؤولين.
اختُتم الحفل بنداء جماعي دعا إلى التضامن مع كل الصحفيين الذين يعملون في ظروف صعبة، مطالبين بتوفير بيئة آمنة للعمل الصحفي، وتعزيز التشريعات التي تحمي حرية التعبير، وتشجع على كشف الحقيقة مهما كانت قسوتها.
بهذا التكريم، يؤكد مركز عدالة لحقوق الإنسان أن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل هي رسالة أبدية تسعى لبناء عالم أكثر عدلاً وإنسانية.