
تشهد الساحة الإعلامية والثقافية في العالم العربي جدلًا واسعًا بسبب مسلسل “معاوية”، الذي أعلنت شبكة MBC عرضه خلال شهر رمضان المقبل، وذلك بعد تأجيله لمدة عامين. يتناول العمل سيرة الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، مسلطًا الضوءمسلسل “معاوية” يثير الجدل مجددًا قبل عرضه في رمضان على الأحداث التي شهدتها الدولة الإسلامية بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان، والتي عُرفت لاحقًا باسم “الفتنة الكبرى”.
المسلسل من تأليف الكاتب المصري خالد صلاح وإخراج طارق العريان، ويجسد الممثل السوري لجين إسماعيل شخصية معاوية بن أبي سفيان، بينما يؤدي الممثل الأردني إياد نصار دور الإمام علي بن أبي طالب. يشارك في العمل مجموعة من النجوم العرب، من بينهم أسماء بارزة من سوريا والأردن ومصر وتونس.
جرى تصوير العمل في تونس، تحديدًا في استوديوهات “كارتاغو فيلم” بمدينة الحمامات، إلى جانب مواقع أخرى في شمال وجنوب البلاد، فيما بلغت تكلفته الإنتاجية نحو 100 مليون دولار، ما يجعله أحد أضخم الأعمال الدرامية التاريخية في المنطقة.
منذ الإعلان عن إنتاج المسلسل، واجه انتقادات واسعة من مختلف الجهات، سواء دينية أو سياسية أو إعلامية.
1. رفض ديني
أعرب بعض علماء الأزهر في مصر عن تحفظهم على تجسيد الصحابة في الأعمال الدرامية، معتبرين أن ذلك “حرام شرعًا”، لما فيه من إساءة لقدسية هذه الشخصيات في العقيدة الإسلامية. ودعوا إلى عدم مشاهدة المسلسل ومقاطعته.
2. حظر في بعض الدول
العراق: أعلنت هيئة الإعلام والاتصالات العراقية منع بث المسلسل خلال شهر رمضان، معتبرة أنه قد يؤدي إلى إثارة الجدل الطائفي وتهديد السلم المجتمعي.
إيران: حظرت السلطات بث المسلسل على القنوات المحلية، بحجة أنه يطرح “رواية جديدة” للأحداث التاريخية قد تثير حساسيات دينية.
3. انتقادات تاريخية وسياسية
يرى بعض المؤرخين أن المسلسل قد يثير الانقسامات بين السنة والشيعة، خاصة أنه يتناول فترة تاريخية حساسة من الصراع الإسلامي الداخلي. وقد ظهرت دعوات من بعض الجهات الإعلامية إلى ضرورة عرض المسلسل بطريقة متوازنة، بعيدًا عن التحيز لأي طرف.
في المقابل، دافعت شبكة MBC عن قرارها بعرض المسلسل، مؤكدة أنه عمل درامي يقدم “رؤية تاريخية موضوعية” للأحداث، دون تحريف أو انحياز. وأوضحت أن الهدف من المسلسل هو تسليط الضوء على مرحلة مهمة من التاريخ الإسلامي، وليس إثارة الفتنة أو الجدل الطائفي.
رغم الجدل المستمر، فإن مسلسل “معاوية” يظل واحدًا من أكثر الأعمال الدرامية المرتقبة في رمضان المقبل. وبينما يتزايد الجدل حول محتواه وتأثيره، يبقى السؤال: هل سيتمكن المسلسل من تقديم رؤية متوازنة للأحداث التاريخية، أم أنه سيواجه المزيد من الانتقادات والمنع في دول أخرى؟