
أسدل الستار على منافسات دور المجموعات لبطولة كأس العرب فيفا قطر 2025، لتكشف عن صورة مغايرة للقوى الكروية العربية التقليدية، مشيرة إلى تطور ملحوظ لبعض المنتخبات الأقل حظاً تاريخياً.
النجاح التنظيمي للبطولة، الذي يؤكد مجدداً على كفاءة قطر في استضافة الأحداث الكبرى، واكبه مستوى فني متقلب قدم عدداً من المفاجآت الصادمة، وأكد على هيمنة بعض المنتخبات التي تمكنت من الحسم المبكر لمقاعدها في الأدوار الإقصائية، ليشتعل الآن صراع القمة في الدور ربع النهائي.
لعل أبرز ما ميز دور المجموعات هو الأداء القوي والمقنع لمنتخب الأردن، الذي تمكن من إنهاء مجموعته بالعلامة الكاملة وتسجيل انتصار كبير على منافس عريق مثل مصر. هذا الأداء يؤكد أن العمل على البنية التكتيكية والروح القتالية للفريق يمكن أن يتجاوز الفوارق الفردية.
في المقابل، شهدنا إخفاقات غير متوقعة لمنتخبات كانت مرشحة بقوة، أبرزها خروج منتخبات في المجموعة الأولى مثل تونس وقطر المضيفة، وهي نتائج تدق ناقوس الخطر حول جاهزية هذه الفرق للاستحقاقات القادمة. كما أن الإقصاء الثقيل لمنتخب مصر أمام الأردن يشير إلى أزمة فنية تحتاج إلى معالجة سريعة و جذرية.
في سياق المفاجآت الإيجابية، تمكن منتخبا فلسطين وسوريا من خطف بطاقتي التأهل عن المجموعة الأولى رغم المنافسة الشرسة، وهو إنجاز يحمل دلالات عميقة حول القدرة على الصمود وتحقيق الأهداف الكروية بالإصرار والتفاني.
كما ظهر المغرب والسعودية بأداء قوي ومستقر في المجموعة الثانية، ليؤكدا على مكانتهما كقوتين لا يستهان بهما في هذه البطولة، فيما ضمنت الجزائر والعراق تأهلهما عن المجموعة الرابعة.
هذه النتائج تبرز أن البطولة أصبحت منصة لتألق اللاعبين المحليين وقياس مدى عمق التشكيلات الفنية للمنتخبات العربية.
الآن، تترقب الجماهير صدامات نارية في ربع النهائي، أبرزها المواجهة المشتعلة بين المغرب وسوريا، ولقاء القمة المرتقب بين فلسطين والسعودية على استاد لوسيل، بالإضافة إلى المواجهة التكتيكية بين الأردن والعراق، وأخيراً الصدام بين الجزائر والإمارات.
هذه المباريات الإقصائية ستكون مقياساً حقيقياً لمدى قدرة هذه المنتخبات على إدارة الضغط وحسم اللحظات الحاسمة، وستحدد بشكل قاطع أي المنتخبات تمتلك المقومات اللازمة للمنافسة على اللقب العربي في نسخته الجديدة والمثيرة.











