
تعد مقاومة الإنسولين من المشكلات الصحية الصامتة التي تتزايد في مختلف أنحاء العالم نتيجة أنماط الحياة غير الصحية. ويحدث هذا الاضطراب عندما تفقد خلايا الجسم القدرة على الاستجابة بشكل طبيعي لهرمون الإنسولين الذي ينظم مستوى السكر في الدم، مما يدفع البنكرياس لإنتاج كميات أكبر للحفاظ على توازن الجلوكوز. ومع مرور الوقت، قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع مستويات السكر والإصابة بمقدمات السكري ثم مرض السكري من النوع الثاني. وتشير الدراسات إلى أن السمنة، وقلة النشاط البدني، والنظام الغذائي الغني بالسكريات والدهون المشبعة، بالإضافة إلى العوامل الوراثية والإجهاد المستمر، من أبرز أسباب الإصابة بمقاومة الإنسولين. وغالبًا لا تظهر أعراض واضحة في المراحل الأولى، لكن قد يلاحظ البعض زيادة في الوزن، تعب متكرر، أو ظهور بقع داكنة على الجلد خاصة حول الرقبة. ويرى الأطباء أن خطورة هذه الحالة تكمن في ارتباطها المباشر بأمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم والكبد الدهني، مما يجعلها تهديدًا للصحة العامة. وتوصي الجهات الصحية بالوقاية عبر اتباع نظام غذائي متوازن، ممارسة الرياضة بانتظام، الحفاظ على وزن صحي، والنوم الكافي، إلى جانب الفحوصات الدورية للكشف المبكر. إن مقاومة الإنسولين ليست مجرد حالة عابرة، بل إنذار مبكر يمكن التعامل معه قبل أن يتطور إلى أمراض مزمنة يصعب السيطرة عليها.