الأخبار الرياضية

من ملحمة لوسيل إلى مجد العرب… المغرب ينتزع الكأس في نهائي لا يُنسى

عاش ملعب لوسيل واحدة من أعظم لياليه الكروية، حين حسم المنتخب المغربي نهائي كأس العرب في مباراة مجنونة، مثيرة، ومتقلبة في كل أطوارها، أمام منتخب أردني قدّم بدوره أداءً بطوليًا، في نهائي سيظل عالقًا في الذاكرة طويلًا.

المغرب فجّر المفاجأة منذ البداية، ولم ينتظر جسّ النبض، إذ سجّل أسامة طنان هدفًا أسطوريًا في الدقيقة الرابعة بتسديدة خارقة من مسافة تقارب 60 مترًا، هدف دوّى في المدرجات وخطف أنظار العالم، واعتُبر بالإجماع أجمل أهداف البطولة.

ومع انطلاق الشوط الثاني، عاد المنتخب الأردني بقوة، ونجح في تعديل النتيجة في الدقيقة 47 عن طريق علوان، مستغلًا ارتباك الدفاع المغربي. الضغط الأردني تواصل، ليحصل النشامى على ضربة جزاء في الدقيقة 66، تكفّل علوان نفسه بتنفيذها بنجاح، مانحًا الأردن التقدم بهدفين مقابل هدف.

المغرب، ورغم صعوبة الموقف، أظهر شخصية الكبار، وضغط حتى آخر الأنفاس، ليأتي الفرج في الدقيقة 87 حين وقّع عبد الرزاق حمد الله هدف التعادل الثاني، هدفٌ أعاد الروح وأجبر المباراة على الذهاب إلى الأشواط الإضافية.

في الوقت الإضافي، استمر الشدّ والجذب، وشهدت المواجهة هدفًا أردنيًا أُلغي بعد الرجوع إلى تقنية الفيديو، قبل أن ينجح الأردن في تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 100 من الشوط الإضافي الأول، الا أنه تم رفضه لأن اللاعب الأردني لمس الكرة بيديه فتم رفض الهدف في لحظة حبست الأنفاس ورفعت منسوب التوتر إلى أقصاه.

غير أن كلمة الحسم كانت مغربية في نهاية المطاف، حيث عرف أسود الأطلس كيف يديرون ما تبقى من اللقاء بذكاء وإصرار، ليأتي عبد الرزاق حمد الله لينهي الشوط الاضافي الاول بهدف ثالث لينتهوا منتصرين في مباراة عنوانها الروح، والعزيمة، والإيمان حتى آخر ثانية، ويتوّجون بكأس العرب عن جدارة واستحقاق.

نهائي جمع كل عناصر الدراما الكروية: أهداف عالمية، عودة في النتيجة، أشواط إضافية، وقلوب معلّقة حتى الصافرة الأخيرة، ليؤكد المغرب أن البطولات لا تُحسم إلا لمن يملك النفس الطويل وقلب البطل.

جواد مالك

مدير عام و رئيس تحرير جريدة أهم الأخبار الدولية. أمين عام الإتحاد الدولي للشعراء والأدباء العرب (فرع المملكة المغربية). أمين سر منظمة أواصر السلام العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا