ثقافة وفن

مهرجان موازين أصبح نموذج فاشل في تعميم الثقافة للجميع بعد أن اصبح شعاره حشد الملايير

أحدث الأخبار
مؤشرات الأسواق العالمية

كانت سنة 2001، تاريخا لميلاد مهرجان موازين ، الذي تأسس على انقاض مهرجان الرباط ، من طرف شركة مغرب الثقافات ، وهو فرصة عالمية للقاء الفنانين والموسيقيين الدوليين والوطنيين لابراز مواهبهم .

اما عن الدعم المالي اللوجستيكي ، فالمهرجان لايتلقى اي مساهمة من طرف الدولة – كما يتم الحديث عنه من طرف المنظمين – لكن الحقيقة فإن دعم الدولة جد ملموس بما توفره من طواقم أمنية وتجنيد السلطات المحلية وتسخير سيارات الدولة من سيارات الاسعاف والنجدة والقوات المساعدة وعناصر الوقاية المدنية ، كما ان عائدات التذاكر التي عرفت هذه السنة ارتفاعا مهولا غير مبرر ، والبطاقات ، وبيع المساحات الإعلانية التي غاب عنها هذه السنة بعض المستشهرين الذين اعتادوا المشاركة سنويا ، ورغم ذلك تضع العائدات المالية الضخمة المهرجان في ظروف جد مريحة لتغطية كل الحاجيات بشكل عالي المستوى .

هذا ويعرف مهرجان موازين وككل سنة ، موجة من الانتقادات يتوسع منسوبها سنة تلو الأخرى، ففضلا عن الانتقادات التي تطال المصاريف الكبرى والأداءات المثيرة للفنانين العالميين والنظر اليها أنها مستفزة لوضع اجتماعي هش يشتكي الإنحطاط ، والتي يطالب الغالبية توجيهها لمجال التشغيل وإنشاء المقاولات لتوفير المناصب لليد العاملة ، فقد عرفت هذه السنة أولوانا إضافية من النقد اللاذع ، سواءا على مستوى طريقة اختيار الفنانين واحتقار بعض الفنانين المغاربة ،وسوء توزيع النجوم على المنصات ، واعتبار منصة سلا منصة المهمشين من الفنانين المصنفين في ذيل فأئمة موازين ، ومحاباة الاجانب على حساب المغاربة ، ناهيك عن ارتفاع أسعار التذاكر التي اغلقت الباب على جمهور واسع من ذوي الدخل المتوسط .

اما على مستوى التنظيم ، فقد عرفت ليلة الجمعة للفنان وائل الجسار مشاحنات قبيل انطلاق السهرة من طرف عدد كبير ممن اقتنوا التذاكر بأثمنة باهضة وأخرى في السوق السوداء ، دون ان يجدوا مقاعدهم بل حتى مكانا للوقوف ووجهوا اللوم لادارة المهرجان التي لم تستفد من تجربة عشرين دورة خلت ، ادارة اهتمت بحشد الملايير دون مراعاة ادبيات استقبال المواطنين واحترام كرامتهم ، كما ان منصة السويسي التي احتضنت ليلة امس السبت المغني العالمي ” 50 cent” والتي حج اليها جمهور غفير سيما من الأفارقة والأجانب والمغاربة لم تخلو هي الأخرى من مشاهد الارتباك الملحوظ في التدافع وغياب اماكن التذاكر المقتناة ، والمشاجرات التي نشبت بين بعض المواطنين امام المنصة والمدعوين بشكل مسبئ الزمان والمكان .

اما الطامة الكبرى ، هو التعامل المتدني الذي طال صحافيين مهنيين مغاربة ومواقع وجرائد معروفة وحرمانها من بطاقة الاعتماد رغم توصلها بتأكيد المشاركة وتقديمها للوثائق الرسمية المطلوبة عبر المنصة الإلكترونية لموازين المعدة لهذا الغرض ، وسوء التعامل المستفز الذي تلقاه عدد من الصحافيين امام صحافيين اجانب عوملوا بمنتهى اللباقة واللياقة ، في ضرب صارخ للمواثيق وأدبيات التعامل بالمثل والاهتمام بالاعلام الوطني لكونه الطريق السيار لتقديم المملكة للعالم بالشكل والهوية المرغوب فيها ، لكن كان لادارة موازين رأي آخر يتمثل في التنكيل بصاحبة الجلالة في عقر دارها ، وهو ما ينم عن الفشل الذريع للمنظمين أدى كما السابق إلى تراجع العائدات التي كانت تدر على العاصمةً من خلال السياحة وزيادة الأنشطة التجارية وفقدان جزء كبير من مكانته كمنصة للتبادل الثقافي والفني بين الفنانين عبر العالم والجمهور المغربي خاصة .

ان سياسة رفع التكاليف وجعلها في متناول فئة دون أخرى ، والعبث بطريقة استقبال الصحافيين المغاربة على الخصوص وسط اجواء متوترة بمركز تقديم الاعتمادات بشكل توزيع صكوك الغفران ، ينطق وبالجهر ان الثقافة ليست من حق الجميع ، والاستفادة من التمتع بالسهرات هي لصنف نخبوي معين من المغاربة دون البسطاء .

وقد عجت مواقع السوشل ميديا بهشتاغات كثيرة وتساؤلات عدة ابرزها ” موازين لمن ؟” ” فاين الفنان المغربي ؟” في تعبير واضح عن التذمر الكبير في وجه منظمي المهرجان ، لنتساءل هل الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس يفهمها بعض اعضاء اللجنة الإدارية المنظمة انها تزكي طرحهم المتعلق بالتمييز والعنصرية والتهافت الربحي التجاري ؟ فإن ظل الحال على ما هو عليه فقد آن الأوان لسحب الرعاية المولوية عن مهرجان يكرس الطبقية ويبعد شريحة واسعة من المواطنين الذين يعزهم جلالته ويضمن لهم الدستور حقوقهم وواجباتهم لا ان تداس أمام أعينهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا