
قبل ساعة فقط، حلّ السلطان هيثم بن طارق، سلطان سلطنة عُمان، ضيفاً على الجزائر، حيث كان في استقباله الرئيس عبد المجيد تبون بمطار هواري بومدين، في زيارة لا تقتصر على المجاملات الدبلوماسية أو تقوية أواصر العلاقات الثنائية، بل تحمل بين طياتها أبعاداً استراتيجية عميقة تتجاوز حدود البلدين.
السلطنة، بما تمتلكه من رصيد من الحياد والمصداقية في محيطها العربي والدولي، تبدو اليوم مرشحة للعب دور الوسيط في ملفات شائكة، أبرزها توتر العلاقات بين الجزائر والمغرب، حيث تُعلّق آمال على حكمة السلطان في تذليل العقبات وفتح قنوات الحوار. كما تكتسب الزيارة زخماً خاصاً في ضوء التحديات الأمنية المتصاعدة في منطقة الساحل، والتوتر المتنامي بين الجزائر ومجلس التعاون الخليجي، على خلفية التقارب الجزائري-الإيراني.
إنها زيارة تحمل رسائل متعددة الاتجاهات، وتختبر قدرة مسقط على تحويل رصيدها الدبلوماسي إلى قوة تأثير فاعلة في هندسة التوازنات بالمنطقة.