
في الأيام القليلة الماضية، لم يعد اسم محمد صلاح يتصدّر العناوين بسبب هدف حاسم أو تمريرة ساحرة، بل بسبب خلاف صاخب قلب هدوء “أنفيلد” رأساً على عقب، وأعاد فتح باب الأسئلة حول مستقبل أحد أعظم من مرّوا في تاريخ ليفربول الحديث.
كل شيء بدأ بهدوء… ثم انفجر فجأة.
من مقاعد النجومية إلى دكّة البدلاء
لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يرى محمد صلاح، نجم الفريق الأول، يجلس على دكة الاحتياط في ثلاث مباريات متتالية. المشهد كان صادماً: لاعب اعتاد أن يكون عنوان التشكيلة، صار خارج الحسابات في لحظة حساسة من الموسم.
وجاءت مباراة ليدز يونايتد لتعقّد المشهد أكثر، حيث تابع صلاح تعادل فريقه المثير (3-3) من مقاعد البدلاء، دون أن يُمنح فرصة لتغيير المعادلة.
في تلك اللحظة، لم يعُد الصمت خياراً.
«رموني تحت الحافلة»… الجملة التي أشعلت النار
بعد المباراة، خرج محمد صلاح عن صمته بتصريحات نارية وغير مسبوقة، قال فيها إنه شعر بأن النادي «رماه تحت الحافلة»، في عبارة ثقيلة المعنى داخل الثقافة الإنجليزية، توحي بتحمليه مسؤولية إخفاقات لم يكن طرفاً فيها.
لم يكتفِ بذلك، بل لمح إلى أن العلاقة مع المدرب لم تعد كما كانت، وأن الوعود التي تلقاها بعد تجديد عقده لم تُترجم على أرض الواقع. هنا تحديداً، تحوّل الخلاف من مسألة تقنية إلى أزمة ثقة مفتوحة على كل الاحتمالات.
انقسام في المدرجات… وصراع في العناوين
تصريحات صلاح أحدثت زلزالاً داخل الإعلام الإنجليزي وبين جماهير “الريدز”:
فئة من الأنصار رأت أن ما يحدث “إهانة” لتاريخ لاعب قدّم للنادي ما لم يقدّمه غيره منذ سنوات.
وفئة أخرى اعتبرت أن خروج صلاح إلى الإعلام بهذا الشكل يضر بالفريق أكثر مما يخدمه.
ثم دخلت أسماء ثقيلة على الخط، من لاعبين سابقين ومحللين، بعضهم تحدث عن “خطر على إرثه” إذا استمر الصدام بهذا الشكل، لتزداد النار اشتعالاً.
المدرب يرد… لكن الغموض يزداد:
من جهته، حاول الجهاز الفني امتصاص الغضب بالتأكيد على أن القرارات “تقنية بحتة”، وأن الفريق كان في حاجة إلى تغييرات.
لكن هذا التبرير لم يكن كافياً لإيقاف سيل التأويلات، خاصة بعد استبعاد صلاح من رحلة دوري أبطال أوروبا، وهو ما فسّره كثيرون على أنه رسالة قوية بأن القطيعة باتت قريبة.
إلى أين يتجه المشهد؟
اليوم، يقف محمد صلاح وليفربول أمام مفترق طرق حاد:
هل تعود العلاقة إلى سابق عهدها ويطوى الخلاف في الكواليس؟
أم أننا أمام الفصل الأخير في قصة نجم صنع المجد في أنفيلد؟
سوق الانتقالات يقترب، والتصريحات مشتعلة، والجماهير منقسمة، بينما يظل السؤال الأهم معلقاً في الهواء:
هل كان ما حدث سوء تفاهم مؤقت… أم بداية النهاية بين صلاح وليفربول؟











