أراء وكتاب

وﺗﺘﻮاﺻﻞ اﻷﻓﺮاح ﻓﻲ ﻣﻐﺮب اﻻﻧﺘﺼﺎرات

لحسن الجيت

ﻟﻘﺪ ﻇﻬﺮ اﻟﺤﻖ وزﻫﻖ اﻟﺒﺎﻃﻞ إن اﻟﺒﺎﻃﻞ ﻛﺎن زﻫﻮﻗﺎ- ﻓﻴﻮم واﺣﺪ وﺛﻼﺛﻴﻦ أﻛﺘﻮﺑﺮﻛﺎن ﻟﺤﻈﺔ ﻓﺎﺻﻠﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺤﻖ وﺑﻴﻦ اﻟﺒﺎﻃﻞ- وﻫﻮ ﻳﻮم ﺗﺎرﻳﺨﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺒﻼدﻧﺎ ﺑﻌﺪأن ﺳﺠﻞ ﻓﻴﻪ اﻟﻤﻨﺘﻈﻢ اﻟﺪوﻟﻲ وﻷول ﻣﺮة ﻣﻮﻗﻔﺎ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ اﻟﺘﺄوﻳﻞ وﻻ اﻟﻘﺴﻤﺔ ﻋﲆ اﺛﻨﻴﻦ أي ﺑﺼﻴﻎ ﻣﻠﺘﺒﺴﺔ ﻳﻔﺴﺮﻫﺎ ﻛﻞ ﻃﺮف ﻋﲆ ﻫﻮاه ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ ﻗﺒﻞ-وﺗﺒﻴﻦ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﺑﺄن اﻟﺰﺑﺪ ﻳﺬﻫﺐ ﺟﻔﺎء وأﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻊ اﻟﻨﺎس ﻓﻴﻤﻜﺚ ﻓﻲ اﻷرض- ﻓﺤﺒﻞ -اﻟﻜﺬب ﺛﺒﺖ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﻘﺎﻃﻊ وﺑﺸﻬﺎدة اﻟﻌﺎﻟﻢ أﻧﻪ ﺣﺒﻞ ﻗﺼﻴﺮ
اﻟﻴﻮم ﺑﻌﺪ أن ﺣﺼﺤﺺ اﻟﺤﻖ وزﻟﺰﻟﺖ اﻷرض ﻣﻦ ﺗﺤﺖ أﻗﺪام اﻷﻋﺪاء واﻟﺨﻮﻧﺔ اﻟﻤﺘﻮاﻃﺌﻴﻦ، ﺧﺮج اﻟﻤﻐﺎرﺑﺔ ﻋﻦ ﺑﻜﺮة أﺑﻴﻬﻢ وﺑﻜﻞ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺔ وﻋﻔﻮﻳﺔ ﻟﻴﻤﻸوا ﺷﻮارع ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺪن اﺑﺘﻬﺎﺟﺎ ﻟﻼﻧﺘﺼﺎر اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻓﺮﺣﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ أﻗﻞ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺑﻌﺪ اﻹﻧﺠﺎز اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻦ وراﺋﻪ اﻟﻤﻨﺘﺨﺐ اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻟﻜﺮة اﻟﻘﺪم ﺑﻌﺪ إﺣﺮازه ﻛﺄس اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﲆ ﺣﺴﺎب أﻋﺘﻰ ﻣﻨﺘﺨﺒﺎت ﻫﺬه اﻟﻠﻌﺒﺔ ﻓﻲ ﻛﺮﺗﻨﺎ اﻷرﺿﻴﺔ- وﻷن اﻟﻤﻜﺮ ﻻ ﻳﺤﻴﻖ إﻻ ﺑﺄﻫﻠﻪ ﺳﻮاء ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ أو اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻓﻘﺪر اﻷﻋﺪاء إذن وﻣﻦ واﻻﻫﻢ أن ﻳﺤﺰﻧﻮا وﻗﺪرﻧﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﻤﻐﺎرﺑﺔ أن ﻧﻔﺮح وأن ﻳﺠﺰى ﻛﻞ واﺣﺪ ﺑﺤﺴﺐ -ﻧﻴﺎﺗﻪ
ﻓﻤﻦ ﺣﻘﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﻤﻐﺎرﺑﺔ أن ﻧﻔﺮح ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻓﺮح ﻣﻌﻨﺎ ﻛﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮه ﺳﻮاء ﻓﻲ ﻣﻮﻧﺪﻳﺎل ﻗﻄﺮ أو ﻓﻲ ﻣﻮﻧﺪﻳﺎل اﻟﺸﻴﻠﻲ- أدﺧﻠﻨﺎ اﻟﻔﺮﺣﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷرض ﻓﻲ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ وﻓﻲ اﻟﺪول اﻟﻤﻐﻤﻮرة- وأﻋﺪﻧﺎ ﻟﻬﻢ -اﻻﻋﺘﺒﺎر وﺑﺎﺗﻮا ﻳﻨﻈﺮون ﻟﻠﻤﻐﺮب ﻧﻤﻮذﺟﺎ وﻗﺎﻃﺮة وﺷﺪوا اﻟﺮﺣﺎل إﻟﻴﻪ

ﻫﺬا اﻟﺘﻮﻫﺞ اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻓﺮض ﻧﻔﺴﻪ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ وﻟﻴﺪ اﻟﺼﺪﻓﺔ وﻻ ﻣﻨﺔ ﻣﻦ أﺣﺪ ﺑﻞ ﺛﻤﺮة ﻋﻤﻞ دؤوب ﺑﻔﻀﻞ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺒﻼد اﻟﺬي آل ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻪ أن ﻳﺮﻗﻰ ﺑﺎﻷﻣﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ إﱃ ﻣﻀﺎف اﻷﻣﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎﻓﺲ ﻣﻊ ﻫﺎﻣﺎت اﻟﺸﻬﺐ، وﻛﺬﻟﻚ ﻳﻌﻮد اﻟﻔﻀﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻻﻧﺘﺼﺎرات واﻹﻧﺠﺎزات إﱃ اﻟﺨﻴﺎرات اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﺿﻌﻬﺎ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﻤﻠﻚ وﻳﻮاﺻﻞ اﻟﻠﻴﻞ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎر ﻓﻲ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺣﺜﻴﺜﺔ ﻟﺘﺮﺟﻤﺘﻬﺎ ﻋﲆ أرض اﻟﻮاﻗﻊ- وﺟﻼﻟﺘﻪ ﻛﺎن ﻣﺤﻘﺎ ﻓﻲ ﺧﻴﺎراﺗﻪ وواﻗﻊ اﻟﺤﺎل ﻳﺸﻬﺪ ﻋﻦ ذﻟﻚ، وﺑﻔﻀﻞ رؤﻳﺘﻪ اﻟﺜﺎﻗﺒﺔ وﺣﻜﻤﺘﻪ اﻟﻤﺘﺒﺼﺮة اﺳﺘﻄﺎع أن ﻳﻘﺮأ ﻛﻞ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻗﺮاءة ﺟﻴﺪة ﻣﻜﻨﺘﻪ ﻣﻦ أن ﻳﺒﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﻣﺘﻮازﻧﺔ ووﺿﻌﺘﻪ ﻋﲆ ﻣﺴﺎﻓﺔ واﺣﺪة ﻣﻊ ﻛﻞ اﻷﻃﺮاف اﻟﺪوﻟﻴﺔ – واﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﺗﺘﺠﲆ ﻓﻲ اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ ﺿﺒﻂ إﻳﻘﺎع ﻫﺬه
اﻟﻌﻼﻗﺎت وﺻﻮﻧﻬﺎ ﻣﻦ أن ﺗﺘﻌﺮض ﻷي اﺧﺘﻼل أو ﻓﻘﺪان ﻟﻠﺘﻮازن ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻀﺎرب -ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﺪول اﻟﻌﻈﻤﻰ
ﻓﻘﺮار ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟﺪوﻟﻲ اﻷﺧﻴﺮ ﺧﻴﺮ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺴﺘﺪل ﺑﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل- إذ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﺗﻮﻓﻖ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﻤﺘﻀﺎرﺑﺔ ﻟﺘﻘﻨﻊ ﻫﺬه اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻋﲆ وﺣﺪة اﻟﻤﻮﻗﻒ ﺗﺠﺎه ﻗﻀﻴﺘﻨﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ- إﻧﻬﺎ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ ﻣﻠﻚ اﻟﻤﻨﻔﺘﺤﺔ ﻋﲆ اﻟﻌﺎﻟﻢ وإﻧﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ ﻣﻠﻚ ﻋﺮﻓﺖ أن ﺗﻀﻊ اﻟﺮﺟﺎل اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﻴﻦ ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺑﺪءا ﻣﻦ وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺴﻴﺪ ﻧﺎﺻﺮ ﺑﻮرﻳﻄﺔ اﻟﻠﺒﻴﺐ واﻹﻧﺴﺎن اﻟﻮدﻳﻊ واﻟﺴﻴﺪ ﻓﻮزي ﻟﻘﺠﻊ ﺳﻴﺪ اﻟﻤﺴﺘﻄﻴﻞ اﻷﺧﻀﺮ اﻟﺬي “ﺑﻴﺾ وﻳﺒﻴﺾ” اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺠﺰاﺋﺮي ووﺻﻮل إﱃ أﺳﺪ اﻷﻃﻠﺲ وﻫﻮ ﻳﺰأر ﻓﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮرك اﻟﺴﻴﺪ ﻋﻤﺮ ﻫﻼل اﻟﻘﺎﻫﺮ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﺬي ﻳﺮﺗﺠﻞ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﻣﻦ دون ﺳﺎﺑﻖ إﻧﺬار وﻻ إﻋﺪاد -ﻣﺴﺒﻖ ﻳﻄﺎوﻋﻪ ﻟﺴﺎﻧﻪ و”ﻳﻄﻮع” ﺧﺼﻤﻪ ﺳﻮاء ﻛﺎن ﻣﻨﺪوﺑﺎ أو وزﻳﺮا
ﻣﺎ ﺣﻘﻘﻪ اﻟﻤﻐﺮب ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ ﻛﺎن ﻣﻔﺨﺮة ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﻤﻐﺎرﺑﺔ وﻣﺼﺪر اﻋﺘﺰاز ﻟﻨﺎ، ﻟﻜﻨﻪ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻢ ﻳﺬﻫﺐ ﻓﻲ اﺗﺠﺎه اﻟﺸﻤﺎﺗﺔ واﻻﺳﺘﺨﻔﺎف ﺑﻞ ﻛﺎن ﻋﲆ درﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻛﺮر ﺟﻼﻟﺔ اﻟﻤﻠﻚ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺑﻪ اﻷﺧﻴﺮ ﺑﺄن ﻣﺎ ﺗﺤﻘﻖ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻏﺎﻟﺐ وﻻ ﻣﻐﻠﻮب- وﻫﻲ رﺳﺎﻟﺔ واﺿﺤﺔ أوﻻ ﻟﻠﻄﺒﻘﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺛﺎﻧﻴﺎ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﻒ
ﻣﻦ وراء أﻳﺔ وﺳﺎﻃﺔ ﻹﻧﻬﺎء ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻮﺗﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ واﻟﺘﻲ أﺧﺬت ﺣﻴﺰا زﻣﻨﻴﺎ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻪ وﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﺼﺪﻳﻖ- ﻛﻤﺎ أن ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻻ ﻏﺎﻟﺐ وﻻ ﻣﻐﻠﻮب ﺗﻨﻄﻮي ﻋﲆ إرادة ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺣﻘﻪ ﻗﻮاﻣﻬﺎ ﻋﺪم ﻛﺴﺮ اﻟﺠﺴﻮر ﻟﻠﻌﺒﻮر إﱃ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ وﺗﻤﻜﻴﻦ ﺣﻜﺎم -اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻣﻦ ﻓﺮﺻﺔ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﲆ ﻣﺎء اﻟﻮﺟﻪ أﻣﺎم ﺷﻌﺒﻬﻢ
إﻧﻪ ﻹﻧﺠﺎز ﻛﺒﻴﺮ أن ﻳﻌﺘﺮف ﻟﻚ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﺒﺮ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ ﺑﺴﻴﺎدة اﻟﻤﻐﺮب ﻋﲆ أﻗﺎﻟﻴﻤﻪ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺨﻠﻖ ﻓﻴﻨﺎ اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﻌﻈﻤﺔ ﺣﺘﻰ ﻧﺮى اﻵﺧﺮ ﻣﻦ زاوﻳﺔ اﻻﺣﺘﻘﺎر واﻟﺪوﻧﻴﺔ ﺑﻞ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻛﺒﺮ ﻓﻴﻨﺎ اﻟﺘﻮاﺿﻊ ﻟﻨﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﻌﺎدﻳﻨﺎ ﺑﻜﻞ اﺣﺘﺮام وﺗﻘﺪﻳﺮ- وﻟﻮ ﺻﺢ ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﺻﺢ ﻟﻨﺎ ﻟﺮأﻳﺖ ﻣﻨﻬﻢ اﻟﻌﺠﺐ -اﻟﻌﺠﺎب- ﻓﺸﺘﺎن ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻧﺒﻞ اﻟﻤﻠﻮك وﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺧﺴﺔ رﺟﺎل اﻟﺘﻜﻨﺎت

أﻣﺎ اﻟﺘﺎﺋﻬﻮن ﻣﻦ أﺑﻨﺎء ﺟﻠﺪﺗﻨﺎ واﻟﻘﺎﻃﻨﻮن ﺗﺤﺖ ﻋﺒﺎءة اﻟﻮﻃﻦ ﻓﻘﺪ ﻇﻠﻮا ﻛﻌﺎذﺗﻬﻢ ﻳﺘﺎﺑﻌﻮن ﺑﺼﻤﺖ ﻣﺮﻳﺐ ﺻﻤﺖ اﻟﻘﺒﻮر ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻄﻮرات اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ ﻣﻦ دون اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄي ﺗﺤﺮك ﻣﺴﺎﻧﺪ ﻓﻲ ﻧﻄﺎق ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻟﻤﻮازﻳﺔ وﻟﺴﺎن ﺣﺎﻟﻬﻢ ﻛﺄﻧﻪ ﻋﺪﻳﻢ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وﻛﺄﻧﻬﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻨﺘﻈﺮون ﻟﺤﻈﺔ ﻳﺸﻤﺘﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻴﺎرات اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ اﻧﺘﻘﺪوﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل -اﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎت اﻟﺘﻲ أﻗﺎﻣﻬﺎ اﻟﻤﻐﺮب ﻣﻊ اﻟﺨﺎرج
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺧﺎﺑﺖ ﻇﻨﻮﻧﻬﻢ اﻧﻘﻠﺒﻮا ﻋﲆ أدﺑﺎرﻫﻢ ﺧﺎﺳﺌﻴﻦ وﻗﺎﻣﺖ ﺑﻌﺾ “اﻷﺣﺰاب اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ” ﺑﻘﻠﺐ اﻟﻤﻌﻄﻒ وادﻋﺖ ﺑﺪون ﺣﻴﺎء اﻧﻪ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ دور ﻓﻲ ﻫﺬا اﻹﻧﺠﺎز ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻟﻤﻮازﻳﺔ- وﻻ ﺑﺄس أن ﻧﺬﻛﺮ ﺗﻠﻚ اﻷﺣﺰاب ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺠﻨﺪت ﻟﻠﻘﻀﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻋﲆ ﻣﺪى ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺳﻨﺘﻴﻦ وﻧﺴﻴﺖ أن ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻗﻀﻴﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﺗﻔﻮق ﻛﻞ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ- ﺑﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ، ان ﺗﻠﻚ اﻷﺣﺰاب ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻬﺎﺟﻢ ﺑﻌﺾ ﻗﺎدة اﻟﺪول اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻨﺎﺻﺮوﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺘﻨﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣﺎﻛﺮو واﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮاﻣﺐ اﻟﺬي ﻟﻌﺐ دورا أﺳﺎﺳﻴﺎ ﻓﻲ ﺑﻠﻮرة ﻗﺮار ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻷﺧﻴﺮ– أﺿﻒ إﱃ ذﻟﻚ أن ﺗﻠﻚ اﻷﺣﺰاب دﻋﺖ إﱃ -ﻣﺆﺗﻤﺮاﺗﻬﺎ ﻗﻴﺎدات ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج ﺗﻀﻤﺮ اﻟﻌﺪاء ﻟﻮﺣﺪﺗﻨﺎ اﻟﺘﺮاﺑﻴﺔ
اﻟﻴﻮم ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﻳﻮم اﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ وﻟﻜﻨﻪ ﻳﻮم ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻣﻨﻪ اﻟﺘﺎﺋﻬﻮن ﻣﻨﺎ اﻟﺪرس اﻟﻼزم ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وأن ﻳﺒﺘﻌﺪوا ﻋﻦ اﻟﻠﻌﺐ ﻓﻮق اﻟﺤﺒﺎل أو أﻳﻨﻤﺎ ﻣﺎﻟﺖ اﻟﺮﻳﺢ ﻳﻤﻴﻠﻮن ﻓﻬﻢ ﻣﺪﻋﻮون إﱃ اﻟﺜﺒﺎت ﻋﲆ اﻟﻤﺒﺪإ وﺧﻴﺮ اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﺼﺎدﻗﺔ -واﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻬﺬا اﻟﻮﻃﻦ
اﻟﺒﺎﻃﻞ- وﻫﻮ ﻳﻮم ﺗﺎرﻳﺨﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺒﻼدﻧﺎ ﺑﻌﺪ
أن ﺳﺠﻞ ﻓﻴﻪ اﻟﻤﻨﺘﻈﻢ اﻟﺪوﻟﻲ وﻷول ﻣﺮة ﻣﻮﻗﻔﺎ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ اﻟﺘﺄوﻳﻞ وﻻ اﻟﻘﺴﻤﺔ ﻋﲆ اﺛﻨﻴﻦ أي ﺑﺼﻴﻎ ﻣﻠﺘﺒﺴﺔ ﻳﻔﺴﺮﻫﺎ ﻛﻞ ﻃﺮف ﻋﲆ ﻫﻮاه ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ ﻗﺒﻞ-وﺗﺒﻴﻦ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﺑﺄن اﻟﺰﺑﺪ ﻳﺬﻫﺐ ﺟﻔﺎء وأﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻊ اﻟﻨﺎس ﻓﻴﻤﻜﺚ ﻓﻲ اﻷرض- ﻓﺤﺒﻞ -اﻟﻜﺬب ﺛﺒﺖ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ اﻟﻘﺎﻃﻊ وﺑﺸﻬﺎدة اﻟﻌﺎﻟﻢ أﻧﻪ ﺣﺒﻞ ﻗﺼﻴﺮ
اﻟﻴﻮم ﺑﻌﺪ أن ﺣﺼﺤﺺ اﻟﺤﻖ وزﻟﺰﻟﺖ اﻷرض ﻣﻦ ﺗﺤﺖ أﻗﺪام اﻷﻋﺪاء واﻟﺨﻮﻧﺔ اﻟﻤﺘﻮاﻃﺌﻴﻦ، ﺧﺮج اﻟﻤﻐﺎرﺑﺔ ﻋﻦ ﺑﻜﺮة أﺑﻴﻬﻢ وﺑﻜﻞ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺔ وﻋﻔﻮﻳﺔ ﻟﻴﻤﻸوا ﺷﻮارع ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻤﺪن اﺑﺘﻬﺎﺟﺎ ﻟﻼﻧﺘﺼﺎر اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻓﺮﺣﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ أﻗﻞ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﺑﻌﺪ اﻹﻧﺠﺎز اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻦ وراﺋﻪ اﻟﻤﻨﺘﺨﺐ اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻟﻜﺮة اﻟﻘﺪم ﺑﻌﺪ إﺣﺮازه ﻛﺄس اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﲆ ﺣﺴﺎب أﻋﺘﻰ ﻣﻨﺘﺨﺒﺎت ﻫﺬه اﻟﻠﻌﺒﺔ ﻓﻲ ﻛﺮﺗﻨﺎ اﻷرﺿﻴﺔ- وﻷن اﻟﻤﻜﺮ ﻻ ﻳﺤﻴﻖ إﻻ ﺑﺄﻫﻠﻪ ﺳﻮاء ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ أو اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻓﻘﺪر اﻷﻋﺪاء إذن وﻣﻦ واﻻﻫﻢ أن ﻳﺤﺰﻧﻮا وﻗﺪرﻧﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﻤﻐﺎرﺑﺔ أن ﻧﻔﺮح وأن ﻳﺠﺰى ﻛﻞ واﺣﺪ ﺑﺤﺴﺐ -ﻧﻴﺎﺗﻪ
ﻓﻤﻦ ﺣﻘﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻟﻤﻐﺎرﺑﺔ أن ﻧﻔﺮح ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻓﺮح ﻣﻌﻨﺎ ﻛﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮه ﺳﻮاء ﻓﻲ ﻣﻮﻧﺪﻳﺎل ﻗﻄﺮ أو ﻓﻲ ﻣﻮﻧﺪﻳﺎل اﻟﺸﻴﻠﻲ- أدﺧﻠﻨﺎ اﻟﻔﺮﺣﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷرض ﻓﻲ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ وﻓﻲ اﻟﺪول اﻟﻤﻐﻤﻮرة- وأﻋﺪﻧﺎ ﻟﻬﻢ -اﻻﻋﺘﺒﺎر وﺑﺎﺗﻮا ﻳﻨﻈﺮون ﻟﻠﻤﻐﺮب ﻧﻤﻮذﺟﺎ وﻗﺎﻃﺮة وﺷﺪوا اﻟﺮﺣﺎل إﻟﻴﻪ

ﻫﺬا اﻟﺘﻮﻫﺞ اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻓﺮض ﻧﻔﺴﻪ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ وﻟﻴﺪ اﻟﺼﺪﻓﺔ وﻻ ﻣﻨﺔ ﻣﻦ أﺣﺪ ﺑﻞ ﺛﻤﺮة ﻋﻤﻞ دؤوب ﺑﻔﻀﻞ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺒﻼد اﻟﺬي آل ﻋﲆ ﻧﻔﺴﻪ أن ﻳﺮﻗﻰ ﺑﺎﻷﻣﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ إﱃ ﻣﻀﺎف اﻷﻣﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎﻓﺲ ﻣﻊ ﻫﺎﻣﺎت اﻟﺸﻬﺐ، وﻛﺬﻟﻚ ﻳﻌﻮد اﻟﻔﻀﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻻﻧﺘﺼﺎرات واﻹﻧﺠﺎزات إﱃ اﻟﺨﻴﺎرات اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﺿﻌﻬﺎ ﺟﻼﻟﺔ اﻟﻤﻠﻚ وﻳﻮاﺻﻞ اﻟﻠﻴﻞ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎر ﻓﻲ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﺣﺜﻴﺜﺔ ﻟﺘﺮﺟﻤﺘﻬﺎ ﻋﲆ أرض اﻟﻮاﻗﻊ- وﺟﻼﻟﺘﻪ ﻛﺎن ﻣﺤﻘﺎ ﻓﻲ ﺧﻴﺎراﺗﻪ وواﻗﻊ اﻟﺤﺎل ﻳﺸﻬﺪ ﻋﻦ ذﻟﻚ، وﺑﻔﻀﻞ رؤﻳﺘﻪ اﻟﺜﺎﻗﺒﺔ وﺣﻜﻤﺘﻪ اﻟﻤﺘﺒﺼﺮة اﺳﺘﻄﺎع أن ﻳﻘﺮأ ﻛﻞ اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻗﺮاءة ﺟﻴﺪة ﻣﻜﻨﺘﻪ ﻣﻦ أن ﻳﺒﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﻣﺘﻮازﻧﺔ ووﺿﻌﺘﻪ ﻋﲆ ﻣﺴﺎﻓﺔ واﺣﺪة ﻣﻊ ﻛﻞ اﻷﻃﺮاف اﻟﺪوﻟﻴﺔ – واﻟﻌﺒﻘﺮﻳﺔ ﺗﺘﺠﲆ ﻓﻲ اﻟﻘﺪرة ﻋﲆ ﺿﺒﻂ إﻳﻘﺎع ﻫﺬه
اﻟﻌﻼﻗﺎت وﺻﻮﻧﻬﺎ ﻣﻦ أن ﺗﺘﻌﺮض ﻷي اﺧﺘﻼل أو ﻓﻘﺪان ﻟﻠﺘﻮازن ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻀﺎرب -ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﺪول اﻟﻌﻈﻤﻰ
ﻓﻘﺮار ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟﺪوﻟﻲ اﻷﺧﻴﺮ ﺧﻴﺮ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺴﺘﺪل ﺑﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺠﺎل- إذ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﺗﻮﻓﻖ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻮاﻗﻒ اﻟﻤﺘﻀﺎرﺑﺔ ﻟﺘﻘﻨﻊ ﻫﺬه اﻟﻘﻮى اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻋﲆ وﺣﺪة اﻟﻤﻮﻗﻒ ﺗﺠﺎه ﻗﻀﻴﺘﻨﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ- إﻧﻬﺎ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ ﻣﻠﻚ اﻟﻤﻨﻔﺘﺤﺔ ﻋﲆ اﻟﻌﺎﻟﻢ وإﻧﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ ﻣﻠﻚ ﻋﺮﻓﺖ أن ﺗﻀﻊ اﻟﺮﺟﺎل اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﻴﻦ ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺑﺪءا ﻣﻦ وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺴﻴﺪ ﻧﺎﺻﺮ ﺑﻮرﻳﻄﺔ اﻟﻠﺒﻴﺐ واﻹﻧﺴﺎن اﻟﻮدﻳﻊ واﻟﺴﻴﺪ ﻓﻮزي ﻟﻘﺠﻊ ﺳﻴﺪ اﻟﻤﺴﺘﻄﻴﻞ اﻷﺧﻀﺮ اﻟﺬي “ﺑﻴﺾ وﻳﺒﻴﺾ” اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺠﺰاﺋﺮي ووﺻﻮل إﱃ أﺳﺪ اﻷﻃﻠﺲ وﻫﻮ ﻳﺰأر ﻓﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮرك اﻟﺴﻴﺪ ﻋﻤﺮ ﻫﻼل اﻟﻘﺎﻫﺮ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﺬي ﻳﺮﺗﺠﻞ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﻣﻦ دون ﺳﺎﺑﻖ إﻧﺬار وﻻ إﻋﺪاد -ﻣﺴﺒﻖ ﻳﻄﺎوﻋﻪ ﻟﺴﺎﻧﻪ و”ﻳﻄﻮع” ﺧﺼﻤﻪ ﺳﻮاء ﻛﺎن ﻣﻨﺪوﺑﺎ أو وزﻳﺮا
ﻣﺎ ﺣﻘﻘﻪ اﻟﻤﻐﺮب ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ ﻛﺎن ﻣﻔﺨﺮة ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﻤﻐﺎرﺑﺔ وﻣﺼﺪر اﻋﺘﺰاز ﻟﻨﺎ، ﻟﻜﻨﻪ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻢ ﻳﺬﻫﺐ ﻓﻲ اﺗﺠﺎه اﻟﺸﻤﺎﺗﺔ واﻻﺳﺘﺨﻔﺎف ﺑﻞ ﻛﺎن ﻋﲆ درﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻛﺮر ﺟﻼﻟﺔ اﻟﻤﻠﻚ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺑﻪ اﻷﺧﻴﺮ ﺑﺄن ﻣﺎ ﺗﺤﻘﻖ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻏﺎﻟﺐ وﻻ ﻣﻐﻠﻮب- وﻫﻲ رﺳﺎﻟﺔ واﺿﺤﺔ أوﻻ ﻟﻠﻄﺒﻘﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺛﺎﻧﻴﺎ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﻒ
ﻣﻦ وراء أﻳﺔ وﺳﺎﻃﺔ ﻹﻧﻬﺎء ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻮﺗﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ واﻟﺘﻲ أﺧﺬت ﺣﻴﺰا زﻣﻨﻴﺎ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻪ وﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﺼﺪﻳﻖ- ﻛﻤﺎ أن ﻣﻌﺎدﻟﺔ ﻻ ﻏﺎﻟﺐ وﻻ ﻣﻐﻠﻮب ﺗﻨﻄﻮي ﻋﲆ إرادة ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺣﻘﻪ ﻗﻮاﻣﻬﺎ ﻋﺪم ﻛﺴﺮ اﻟﺠﺴﻮر ﻟﻠﻌﺒﻮر إﱃ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ وﺗﻤﻜﻴﻦ ﺣﻜﺎم -اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻣﻦ ﻓﺮﺻﺔ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﲆ ﻣﺎء اﻟﻮﺟﻪ أﻣﺎم ﺷﻌﺒﻬﻢ
إﻧﻪ ﻹﻧﺠﺎز ﻛﺒﻴﺮ أن ﻳﻌﺘﺮف ﻟﻚ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﺒﺮ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ ﺑﺴﻴﺎدة اﻟﻤﻐﺮب ﻋﲆ أﻗﺎﻟﻴﻤﻪ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻟﻜﻦ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺨﻠﻖ ﻓﻴﻨﺎ اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﻌﻈﻤﺔ ﺣﺘﻰ ﻧﺮى اﻵﺧﺮ ﻣﻦ زاوﻳﺔ اﻻﺣﺘﻘﺎر واﻟﺪوﻧﻴﺔ ﺑﻞ اﻟﻌﻜﺲ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻛﺒﺮ ﻓﻴﻨﺎ اﻟﺘﻮاﺿﻊ ﻟﻨﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﻌﺎدﻳﻨﺎ ﺑﻜﻞ اﺣﺘﺮام وﺗﻘﺪﻳﺮ- وﻟﻮ ﺻﺢ ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﺻﺢ ﻟﻨﺎ ﻟﺮأﻳﺖ ﻣﻨﻬﻢ اﻟﻌﺠﺐ -اﻟﻌﺠﺎب- ﻓﺸﺘﺎن ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻧﺒﻞ اﻟﻤﻠﻮك وﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺧﺴﺔ رﺟﺎل اﻟﺘﻜﻨﺎت

أﻣﺎ اﻟﺘﺎﺋﻬﻮن ﻣﻦ أﺑﻨﺎء ﺟﻠﺪﺗﻨﺎ واﻟﻘﺎﻃﻨﻮن ﺗﺤﺖ ﻋﺒﺎءة اﻟﻮﻃﻦ ﻓﻘﺪ ﻇﻠﻮا ﻛﻌﺎذﺗﻬﻢ ﻳﺘﺎﺑﻌﻮن ﺑﺼﻤﺖ ﻣﺮﻳﺐ ﺻﻤﺖ اﻟﻘﺒﻮر ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻄﻮرات اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ ﻣﻦ دون اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺄي ﺗﺤﺮك ﻣﺴﺎﻧﺪ ﻓﻲ ﻧﻄﺎق ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻟﻤﻮازﻳﺔ وﻟﺴﺎن ﺣﺎﻟﻬﻢ ﻛﺄﻧﻪ ﻋﺪﻳﻢ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وﻛﺄﻧﻬﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻨﺘﻈﺮون ﻟﺤﻈﺔ ﻳﺸﻤﺘﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻴﺎرات اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ اﻧﺘﻘﺪوﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل -اﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎت اﻟﺘﻲ أﻗﺎﻣﻬﺎ اﻟﻤﻐﺮب ﻣﻊ اﻟﺨﺎرج
ﻟﻜﻦ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺧﺎﺑﺖ ﻇﻨﻮﻧﻬﻢ اﻧﻘﻠﺒﻮا ﻋﲆ أدﺑﺎرﻫﻢ ﺧﺎﺳﺌﻴﻦ وﻗﺎﻣﺖ ﺑﻌﺾ “اﻷﺣﺰاب اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ” ﺑﻘﻠﺐ اﻟﻤﻌﻄﻒ وادﻋﺖ ﺑﺪون ﺣﻴﺎء اﻧﻪ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ دور ﻓﻲ ﻫﺬا اﻹﻧﺠﺎز ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻟﻤﻮازﻳﺔ- وﻻ ﺑﺄس أن ﻧﺬﻛﺮ ﺗﻠﻚ اﻷﺣﺰاب ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺠﻨﺪت ﻟﻠﻘﻀﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻋﲆ ﻣﺪى ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﺳﻨﺘﻴﻦ وﻧﺴﻴﺖ أن ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻗﻀﻴﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﺗﻔﻮق ﻛﻞ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ- ﺑﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ، ان ﺗﻠﻚ اﻷﺣﺰاب ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻬﺎﺟﻢ ﺑﻌﺾ ﻗﺎدة اﻟﺪول اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻨﺎﺻﺮوﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺘﻨﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣﺎﻛﺮو واﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮاﻣﺐ اﻟﺬي ﻟﻌﺐ دورا أﺳﺎﺳﻴﺎ ﻓﻲ ﺑﻠﻮرة ﻗﺮار ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻷﺧﻴﺮ– أﺿﻒ إﱃ ذﻟﻚ أن ﺗﻠﻚ اﻷﺣﺰاب دﻋﺖ إﱃ -ﻣﺆﺗﻤﺮاﺗﻬﺎ ﻗﻴﺎدات ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج ﺗﻀﻤﺮ اﻟﻌﺪاء ﻟﻮﺣﺪﺗﻨﺎ اﻟﺘﺮاﺑﻴﺔ
اﻟﻴﻮم ﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﻳﻮم اﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ وﻟﻜﻨﻪ ﻳﻮم ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻣﻨﻪ اﻟﺘﺎﺋﻬﻮن ﻣﻨﺎ اﻟﺪرس اﻟﻼزم ﻓﻲ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ وأن ﻳﺒﺘﻌﺪوا ﻋﻦ اﻟﻠﻌﺐ ﻓﻮق اﻟﺤﺒﺎل أو أﻳﻨﻤﺎ ﻣﺎﻟﺖ اﻟﺮﻳﺢ ﻳﻤﻴﻠﻮن ﻓﻬﻢ ﻣﺪﻋﻮون إﱃ اﻟﺜﺒﺎت ﻋﲆ اﻟﻤﺒﺪإ وﺧﻴﺮ اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﺼﺎدﻗﺔ -واﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻬﺬا اﻟﻮﻃﻦ

Ahame Elakhbar | أهم الأخبار

جريدة أهم الأخبار هي جريدة مغربية دولية رائدة، تجمع بين الشمولية والمصداقية، وتلتزم بالعمل وفقًا للقانون المغربي. تنبع رؤيتها من الهوية الوطنية المغربية، مستلهمة قيمها من تاريخ المغرب العريق وحاضره المشرق، وتحمل الراية المغربية رمزًا للفخر والانتماء. تسعى الجريدة إلى تقديم محتوى يواكب تطلعات القارئ محليًا ودوليًا، بروح مغربية أصيلة تجمع بين الحداثة والجذور الثقافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا