
إهتزت مدينة فاس على فاجعة إنهيار منزل من تلاثة طوابق بمنطقة الحي الحسني بندباب مقاطعة المرنيين، هذه المأساة أودت بحياة 9 أبرياء وخلّفت 7 جرحى تفاوتت خطورتهم،تركت حزناً عميقاً في نفوس المغاربة.
الفاجعة لم تكن مفاجئة، بل جاءت بعد سنوات من التحذيرات والتصنيفات الرسمية التي وضعت هذه المنازل في خانة “البنايات الآيلة للسقوط ذات الخطورة العالية” منذ سنة 2018.
وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري، أكدت في أول تصريح إعلامي لها عقب الحادث، أن السلطات المحلية باشرت آنذاك إجراءات الإخلاء، حيث تقبلت ثماني أسر مغادرة المنزل، في حين أصرت خمس أسر أخرى على البقاء، رغم كل التحذيرات و التنبيهات.
وقالت الوزيرة: “أشعر بحزن كبير مثلي مثل جميع المغاربة جراء هذا الحادث الأليم ، وأقدم التعازي العميقة والحارة لأسر الضحايا”. السؤال المطروح بعد المأساة: لماذا ننتظر وقوع الكوارث كي نتحرك؟
إن هذه الفاجعة تكشف تعكس بوضوح هشاشة آليات تنفيذ قرارات الإفراغ في مواجهة رفض بعض السكان، سواء بسبب ضعف الإمكانيات أو عدم توفر بدائل سكنية، أو ببساطة لعدم الإيمان بخطورة الوضع. كما يعري جزءاً من الخلل في التواصل بين السلطات والسكان، ويطرح تساؤلات حول دور الجماعات المحلية في المتابعة والردع.
اليوم، ونحن أمام مأساة إنسانية بكل المقاييس، لا يكفي تقديم العزاء. لا بد من تسريع وتفعيل البرامج الوطنية لإعادة تأهيل البنايات القديمة، وتوفير حلول واقعية وفعالة للساكنة المهددة. فالحياة لا تُقدَّر بثمن، والمباني المتهالكة ليست منازل، بل قنابل موقوتة تنتظر الانفجار.