إعلان ثابت

قريباً فتح باب التقديم للدورة التدريبية لتطوير مهارات الصحفيين من الأساسيات إلى التفوق بمقاطعة كيبك بكندا

الدورة التدريبية
أراء وكتاب

وصايا لاعادة السلام الداخلى وإصلاح الذات

أ.د إبراهيم درويش يكتب:

السلام الداخلي من اهم الامور التى ينبغى ان نسعى الى تحقيقها ..

فالكثير منا فى حالة خصام مع الدنيا كلها . لانه اساسا فى حالة خصام مع نفسه..

ومن كان فى حالة خصام مع نفسه لايمكن ان يحقق نجاحات , وبالتالى لايحب ان يرى اى نجاح للآخرين …. وينظر لنجاح الاخرين نظرة عداوة لانهم من وجهة نظرة يظهرون اخفاقاته وضعفه وفشله ..فيسعى الى تحطيم نفسه وتحطيمهم وتشويهم وتصدر منه افعال وسلوكيات غير متوقعة،،،

ولايثق فى نفسه ولا فى قدراته ويجلد ذاته ويؤنبها. حتى يتحول الى شخص محبط محطم ..مهذوم نفسيا ويحبط من يتعامل معه…

وبالتاكيد اننا نقابل يوميا نمازج من هولاء بالاضافة الى المواقف والأحداث التى تصيبنا نحن بالتوتر والاحباط والاكتئاب والهم والحزن والغم . والفرق بين الهم والحزن والغم..

والهم هو انك تحمل هم وتخاف وتقلق على شيء فى المستقبل لم يأتى بعد كانتظار الامتحان او نتيجة معينة تخاف منها .

والحزن يكون على شيء حدث فى الماضى مثل مواقف واحداث مؤسفة اصابتك .وسببت لك الالم .

اما الغم يعنى ان يصاب الانسان بحالة اكتئاب عامة وضيق لايعرف لها سبب ….وكل هذه مشاعر سلبية تصيب البعض بالامراض النفسية، وقد تؤدى الى الانتحار عند تفاقم حالتها.. والإحصائيات تشير إلى ان مايقرب من ثلث سكان العالم لديهم امراض نفسية. ونسب الانتحار تزداد كل يوم …

بعض الوصايا تساعد فى تحقيق السلام الداخلى واصلاح الذات .

———–::——————-:—-

نقطة البداية الصحيحة للعلاج هى بالعودة الى الخالق الذى فطر النفس يقول تعالى (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ).

والتصالح مع الذات تعنى أن يتعامل الانسان بتلقائية مع النفس دون تكلف وتصنع ولا مباهاة ولا تجمل ، والرضا والقناعة بما قسمه الله له من صفات وخصائص ومزايا وكذا النواقص، ولكنه يركز على مزاياه ويعمل على تحسين عيوبه دون ملل وكسل…

أما السلام الداخلي هو أن يعهد الشخص إلى نفسه فيبادرها بالصلح، ويكف عن لومها ويتوقف عن معاتبتها ، ويعترف لها بحدود قدراته وامكانياته وتبارك هي مجهوداته وما يقوم به من اعمال، ويعدها بالمزيد في قادم الأيام ويشجعك هي على التطور،

ومن اهم الوصايا فى ذلك

١– اعلم ان للحياة قيمة وهدف واضح .

ينبغى ان نعلم الحياة التى نعيشها لها معنى وقيمة واسباب خلقنا الله من اجلها كالعبادة واعمار الارض وان هذه الحياة لها نهاية وان الجميع سيرجع اليه.. يقول تعالى.( وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى) [النجم]، وقوله تعالى (إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى) [العلق]

٢-الرضا بالقضاء والقدر

إعلم أن كل مافى الحياة مقدر ومكتوب لك او عليك لذلك عليك الرضا بالقضاء والقدر والصبر على الابتلاءات ايا كان نوعها.وان تؤمن بان حياة المؤمن بين نعمة ومصيبة، فاذا اصابته نعمة شكر وان أصابته ضراء صبر. فهذه ..من من اهم المقومات التى تشعرك بالطمأنينه والسلام

٣– اقبل ذاتك كما هى

واعلم بان الانسان مكرم ولذلك عليه أن يقبل ذاته…بكل مافيها من ايجابيات وسلبيات ..ويقدر مواضع قوته فيستفيد منها ويعرف مواطن الضعف فيعالجها ..: وبالتالى لاتجلد نفسك او تلوم ذاتك يقول النبى صلى الله عليه وسلم: المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجِز..ففى اى حال انت عليها…انت انسان فيك خير .. المهم ان تكتشفه وتنميه…

٤– كن مستقلا ولاتكن إمعة

على الانسان ان يكون مستقلا أى لديه استقلالية يدير حياته وَفْق قِيَمه وقراراته، وليس استجابة لضغوط الآخرين، او تابعا لأحد او متملقا لاحد ..وليس معنى الاستقلالية العناد ومخالفة الآخرين من اجل المخالفة فقط والغرور..

٥- كن اجتماعيا

الانسان بطبعه اجتماعى لاينبغى ان تعيش وحيدًا؛ بل يجب ان تكون اجتماعيا.. وان تكن أنت نفسَك، ولا تقلِّدْ غيرَك فقد جاء في الحديث: (لا يكن أحدكم إمعة يقول: إن أحسن الناسُ أحسنتُ، وإن أساؤوا أسأتُ)..

وحسن من علاقاتك بين الناس واجعلها علاقات إيجابية ودِّية قائمة على الثِّقة، والقدرة على التعاطف واحترام الاخرين تحقيقا لقول النبي صلى الله وسلم: (المؤمن يألف ويُؤلَف)،( ويحبُّ لأخيه ما يحب لنفسه)..

٦– اختار البيئة والصحبة الصالحة

فاذا كانت البيئة والصحبة التى تعيش فيها لاتعينك على الخير اعمل على تعديلها وتحسينها وحافظ على قيمك واهرب من اماكن الشر او الاماكن المحبطة الى اماكن الخير….واختار من الاصدقاء من يعينك..لامن يخذلك

ومن المهم ان تكون لك اصدقاء لكن الاهم هو نوعية الاصدقاء؛ فَمَنْ صاحبَ الصالحين صلح، ومن صاحب الطالحين طلح حتى لايقول يوم القيامة ( يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ، لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا)

٨- تنمبة الذات

عليك ان تسعى لتنمية الذات وتزكيتها تحقيقا لقوله تعالى:( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا) [الشمس]، وتكون التزكية بالعلم النافع والعمل الصالح.وتنمية الذات مهاريًّا ومهنيًّا

وعليه ان يعرف نفسه جيدا قبل ان ينظر الى الاخرين…لقوله تعالى …(وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)

٩- حب لاخيك ماتحب لنفسك

عليك ان تحب الاخرين كما تحب نفسك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفعُهُمْ للناس، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ تُدخِلُهُ على مُسلِمٍ، أو تَكشِفُ عنهُ كُربةً، أو تَقضِي عنهُ دَيْنًا، أو تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا)

١٠– لا تكن متسرعا فى قرارتك بل تعلم خلق التفكر وممارسته ، يقول تعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)

١١ – كن متوازنا عليك التوازن فى كل شيئ والوسطية فاى انحراف فيه ضرر لك يقول النبى صلى الله عليه وسلم (إن لربِّك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعطِ كل ذي حقٍّ حقَّه)

١٢- أحبب نفسك. لكن لا تكره الآخرين وانفع نفسك اولا ثم ساعد الاخرين قدر استطاعتك فان لم تسطيع اياك ان تضر بالآخرين

وارتقِ بنفسك وذوقك وهذبها وعلمها ولكن بلا غرور او عناد وتواضع للآخرين

١٣-اعلم أنه لايجتمع الحسد مع السلام في جوف إنسان.‏. وانه ‎لا شيء في هذه الحياة يعادل أن ينام الإنسان قرير العين بقلب سليم لا يحمل كراهية أو بغضاء .. “الحب والنقاء أسمى لغات الكون”

١٤- لاتيأس من روح الله

واعلم ان التمني .. تفكير سلبي ..فكل شيء تتمناه فأنت تجعله بعيداً عنك.وإذا أردتَ أن تحقق شيئًا ، فلاتتمناه..بل اجعله هدفاً لكواعمل للوصول إليه ولا تشعر باليأس من حصولك عليه

بل تفاءل بأنك ستحققه بعون الله.

١٥- كن متسامحا ..واغض. الطرف ..وتغابى فى بعض الاحيان حتى تعبر العقبات التى تواجهك فليس من الذكاء أن تعلّق على كل ماتسمعه..وليس من الذكاء أن تهتم بكل صغيرة وكبيرة..وليس من الذكاء أن تستغبي الآخرين..

وليس من الذكاء أن تُظهر ذكاءك في كل موقف !

رزقنا الله بنفس لوامة عندما تخطئ مطمئنة راضية بقضاء بما قسمه الله لها . نسأل الله ان يقبضنا اليه وهو راض عنا ونكون من اهل الاية الكريمة التى تقول

(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي))

بقلم .. ا.د/ إبراهيم درويش أستاذ المحاصيل الحقلية ووكيل كلية الزراعة جامعة المنوفية

 


اكتشاف المزيد من أهم الاخبار

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من أهم الاخبار

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا