
– اهم الاخبار – متابعة :
أستاذ روني، شكراً لقبولك دعوتنا لهذا الحوار. في البداية، هل يمكنك أن تقدم نفسك لجمهورنا وتحدثنا عن علاقتك بالمغرب؟
روني صباغ:
أنا روني صباغ، مهندس ميكانيكا عملت كإطار في ميناء حيفا، وحاليًا متقاعد. وُلدت عام 1951 في مدينة دمنات المغربية. والدي كان يعمل في تجارة الأقمشة والنسيج، وكان لديه متجر في القيسارية عند مدخل الملاح. وفقًا لما سمعته في طفولتي، كانت عائلتي ميسورة الحال اقتصاديًا. لقد كان المغرب بالنسبة لنا أكثر من وطن، فقد شكّل جزءًا من هويتنا وذكريات طفولتنا.
محمد الدرغالي:
كيف تفسر حب اليهود المغاربة في إسرائيل للمغرب، رغم سنوات الهجرة؟
روني صباغ:
لقد سمعنا دائمًا من والدينا عن جمال الحياة في المغرب وعن العلاقات الرائعة التي جمعتهم بالسكان المسلمين. كانت هناك علاقات تجارية وجيرة طيبة مبنية على الاحترام المتبادل. حتى بعد هجرتنا إلى إسرائيل عام 1955، بقي المغرب في قلوبنا كموطن نشتاق إليه، حيث ظلت ثقافته وتراثه حاضرين في حياتنا اليومية.
محمد الدرغالي:
ما هي الذكريات أو المشاعر الأبرز التي تراودك عندما تزور المغرب؟
روني صباغ:
عندما زرت المغرب لأول مرة عام 1999، تأثرت لدرجة البكاء. كل شيء رأيته أو تذوقته أو استنشقته كان يعيدني إلى طفولتي التي كانت ذكرياتها غامضة. في إحدى الزيارات، التقيت بعض الأشخاص الذين عرفوا عائلتي في دمنات، وكانت لحظات مليئة بالعواطف. هذه التجارب جعلتني أشعر بارتباط أعمق بالمغرب.
محمد الدرغالي:
زرت المغرب أكثر من مئة مرة. ما أهمية هذه الزيارات بالنسبة لك؟
روني صباغ:
كل زيارة للمغرب هي تجديد للحب والحنين لهذا البلد. لقد زرت معظم دول العالم، لكن المغرب يبقى الأحب إلى قلبي. أشعر بأن كل زيارة تعيدني إلى الجذور وتعطيني فرصة للتواصل مع ثقافة وتراث بلدي الأم.
محمد الدرغالي:
كيف ترى العلاقة التاريخية بين يهود المغرب وملوك المغرب؟
روني صباغ:
كانت العلاقة بين يهود المغرب وملوكه دائمًا علاقة احترام وحماية. كان الملوك يحرصون على ضمان حقوق الجالية اليهودية وحمايتها في أوقات الأزمات، مما جعل المغرب مكانًا آمنًا لليهود.
محمد الدرغالي:
كيف تقيّم دور الملك محمد السادس في الحفاظ على التراث اليهودي المغربي؟
روني صباغ:
الملك محمد السادس يقوم بعمل استثنائي في الحفاظ على التراث اليهودي المغربي. من خلال ترميم المعابد والمقابر اليهودية، يظهر جلالته التزامًا عميقًا بالحفاظ على تنوع المغرب الثقافي كجزء من هويته الوطنية.
محمد الدرغالي:
ما رأيك في استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل؟ وكيف يمكن لهذه العلاقات أن تعزز الروابط الثقافية بين البلدين؟
روني صباغ:
استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل خطوة مهمة جدًا. هذه العلاقات تُتيح فرصًا لتعزيز التعاون في مجالات الثقافة، الاقتصاد، والتعليم. بالنسبة لنا كيهود مغاربة في إسرائيل، كانت هذه خطوة كبرى ساعدتنا على تعزيز الروابط مع المغرب بشكل مباشر.
محمد الدرغالي:
كيف يساهم يهود المغرب المقيمون في إسرائيل في تعزيز الصورة الإيجابية للمغرب؟
روني صباغ:
يهود المغرب في إسرائيل هم سفراء غير رسميين للمغرب. نحافظ على العادات والتقاليد المغربية ونعلمها لأطفالنا، مما يسهم في تعزيز صورة المغرب على الساحة الدولية كبلد يتميز بالتنوع الثقافي والانفتاح.
محمد الدرغالي:
ما رأيك في قضية الصحراء المغربية؟ وكيف يمكن للجالية اليهودية المغربية في إسرائيل دعم الوحدة الترابية للمغرب؟
روني صباغ:
الصحراء المغربية جزء لا يتجزأ من التراب المغربي. أعتقد أن اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على الصحراء خطوة إيجابية. نحن كيهود مغاربة في إسرائيل نعمل على تعزيز هذا الموقف من خلال رفع الوعي بالقضية في المحافل الدولية.
محمد الدرغالي:
ما الرسالة التي ترغب في توجيهها للمغاربة، سواء في الداخل أو الخارج، حول التعايش والسلام؟
روني صباغ:
رسالتي هي أن التعايش والسلام هما أساس المجتمعات القوية. المغرب قدم نموذجًا رائعًا في التسامح والتعايش بين الثقافات والأديان. أدعو جميع المغاربة إلى تعزيز هذا الإرث والعمل على بناء مستقبل مشترك مبني على الاحترام والمحبة.
محمد الدرغالي:
شكراً جزيلاً لك، أستاذ روني، على هذا الحوار.
روني صباغ:
شكراً لك، السيد محمد. كان من دواعي سروري أن أتحدث عن المغرب، الوطن الذي سيظل دائمًا في قلبي.