تحولت السنغال بسرعة إلى لاعب واعد في سوق النفط العالمية بعد أن أصبحت دولة منتجة للنفط في عام 2023. وساهم حقل سانجومار البحري بشكل كبير في هذا التحول، حيث تجاوز الإنتاج التوقعات الأولية، ومن المتوقع أن يصل إلى 16.9 مليون برميل من النفط الخام في عام 2024، متفوقاً على الهدف الأولي البالغ 11.7 مليون برميل. وقد حققت السنغال إيرادات تُقدر بحوالي 800 مليار فرنك أفريقي بين يونيو 2023 ونهاية 2024، مستفيدة من استقرار أسعار النفط العالمية التي بقيت فوق 70 دولاراً للبرميل. وفي شهر ديسمبر وحده، تمكنت الشركة الأسترالية “وودسايد إنرجي”، المسؤولة عن استغلال الحقل، من بيع ثلاث شحنات من النفط، مما أدى إلى تحقيق إيرادات بلغت 130 مليار فرنك أفريقي.
يقع حقل سانجومار على بعد 100 كيلومتر جنوب داكار، ويُستغل باستخدام وحدة إنتاج وتخزين وتفريغ عائمة (FPSO) تم تشغيلها في عام 2023. وقد مكّنت هذه البنية التحتية المتطورة من تعزيز استخراج النفط بسرعة وكفاءة، مما ساهم في زيادة ملحوظة لعائدات النفط السنغالية. وبعد ستة أشهر فقط من بدء التشغيل، أكدت النتائج المالية للحقل أهميته الاستراتيجية في دعم الاقتصاد الوطني، مع إبراز إمكاناته الكبيرة في سوق النفط العالمية.
تمثل هذه الخطوة بداية تحول اقتصادي كبير للسنغال، حيث توفر لها فرصة تاريخية لتحسين بنيتها التحتية، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية. ومع استمرار الإدارة الفعالة للموارد النفطية، يبدو أن السنغال على أعتاب مرحلة ازدهار اقتصادي طويلة الأمد.