
البواسير هي تورم في الأوعية الدموية الموجودة في منطقة المستقيم والشرج، وقد تكون داخلية أو خارجية. تُعدّ من الحالات الشائعة التي تصيب الكثير من الأشخاص، خاصة مع التقدم في العمر أو بسبب عادات نمط الحياة غير الصحية.
تنشأ البواسير نتيجة زيادة الضغط على الأوردة في المنطقة الشرجية، مما يؤدي إلى تمددها وتضخمها. من بين العوامل التي تؤدي إلى ظهورها: الإمساك المزمن، الجلوس لفترات طويلة، السمنة، الحمل، ونقص الألياف في النظام الغذائي. كما يمكن أن تلعب العوامل الوراثية دورًا في زيادة احتمالية الإصابة بها.
أعراض البواسير تختلف حسب شدتها وموقعها، وتشمل الحكة، الألم أثناء التبرز، النزيف، والإحساس بكتلة أو انتفاخ في فتحة الشرج. قد تكون الأعراض خفيفة أو حادة حسب حجم البواسير ودرجة التهابها.
توجد أنواع مختلفة من البواسير، حيث تكون البواسير الداخلية داخل المستقيم ولا تكون مرئية أو مؤلمة إلا إذا تعرضت للتهيج أو النزيف، بينما تتشكل البواسير الخارجية تحت الجلد حول فتحة الشرج وقد تكون أكثر إيلامًا بسبب احتوائها على أعصاب حسية أكثر.
طرق الوقاية تشمل تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات والفواكه، شرب كميات كافية من الماء، ممارسة الرياضة بانتظام، وتجنب الجلوس لفترات طويلة أو الإجهاد أثناء التبرز. هذه العادات الصحية تقلل من خطر الإصابة بالبواسير وتحسن صحة الجهاز الهضمي عمومًا.
تعتمد طرق علاج البواسير على شدتها. في الحالات البسيطة، يمكن السيطرة عليها من خلال تعديلات في نمط الحياة، مثل زيادة تناول الألياف، شرب الماء بكميات كافية، وتجنب الجلوس المطول. تُستخدم أيضًا بعض العلاجات الموضعية كالمراهم والكريمات التي تحتوي على مواد مضادة للالتهاب ومسكنة للألم.
أما في الحالات الأكثر تعقيدًا، فقد يتم اللجوء إلى الإجراءات الطبية، مثل الربط بالشريط المطاطي، أو العلاج بالليزر، أو التخثير الكهربائي لتقليص حجم البواسير. في الحالات الشديدة، حيث تصبح البواسير متدلية أو تسبب نزيفًا مستمرًا وألمًا حادًا، قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا لاستئصالها. تُعرف هذه العملية باسم استئصال البواسير، وهي فعالة في التخلص من المشكلة نهائيًا، لكنها تحتاج إلى فترة نقاهة قد تستمر لعدة أسابيع.
المضاعفات المحتملة تشمل التجلط (تخثر الدم داخل البواسير)، فقر الدم بسبب النزيف المتكرر، أو تدلي البواسير خارج فتحة الشرج وعدم القدرة على إعادتها. لذلك، من الضروري استشارة طبيب عند الشعور بأعراض شديدة للحصول على العلاج المناسب واتخاذ القرار بشأن الجراحة إذا لزم الأمر.