
سد الممرات الثلاثة في الصين، الذي يقع على نهر اليانغتسي، هو أكبر سد هيدروليكي في العالم. وقد تم الانتهاء من بناء السد في عام 2006، ويُعتبر مشروعًا ضخمًا في مجالات توليد الطاقة الكهرومائية، السيطرة على الفيضانات، وتحسين الملاحة في النهر. لكن، أثار هذا المشروع جدلًا كبيرًا ليس فقط بسبب تأثيراته البيئية، ولكن أيضًا على دوران الأرض.
دراسات علمية كشفت أن ملء خزان السد الذي يحتوي على حوالي 42 مليار طن من المياه أدى إلى إبطاء دوران الأرض بمقدار 0.06 ميكروثانية يوميًا، بسبب التغيرات في توزيع الكتلة المائية على سطح الأرض. على الرغم من أن هذا التأثير يعتبر ضئيلًا للغاية وغير محسوس في الحياة اليومية، فإنه يبرز التأثيرات غير المتوقعة للمشاريع الهندسية الكبرى على العمليات الطبيعية.
إضافة إلى ذلك، أثار السد قلقًا في الهند وبنغلاديش، حيث أعربت الهند عن مخاوفها من أن المشروع قد يؤثر على تدفق المياه في الأنهار التي تمر عبر أراضيها. من جانبها، بنغلاديش التي تعتمد بشكل كبير على مياه نهر اليانغتسي عبر نهر براهمابوترا، عبرت عن قلقها من تأثير السد على الموارد المائية في المنطقة. فقد تخشى هذه الدول من أن يؤدي التحكم في تدفق المياه إلى تقليص الكميات المتاحة للاستخدام الزراعي والشرب، وبالتالي قد يضر بالاقتصادات المحلية ويؤثر على البيئة.
سد الممرات الثلاثة ليس فقط رمزًا للقدرة الهندسية، بل أيضًا نقطة نقاش حيوية حول كيفية توازن التنمية البشرية مع الحفاظ على البيئة.