خدمة مميزة يقدمها الاتحاد لأعضائه:
صمم موقعك باحترافية وابدأ رحلتك الرقمية اليوم

اضغط على الصورة للتفاصيل
إعلان
إعلان منبثق
سياسةوطنية

جبهة البوليساريو: تاريخ النزاع وحلول المغرب أمام تعنت الجزائر

المغرب: جواد مالك

تعد جبهة البوليساريو من أبرز الحركات الانفصالية في شمال إفريقيا، وقد أسهمت في النزاع المستمر حول الصحراء المغربية بين المغرب والبوليساريو، المدعومة من الجزائر. تأسست جبهة البوليساريو في 10 مايو 1973 تحت اسم “الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب”، بهدف مقاومة الاحتلال الإسباني في الصحراء المغربية. وبعد انسحاب إسبانيا في عام 1975، توسعت الجبهة في مقاومتها ضد المغرب، حيث اعتبرت أن الصحراء المغربية يجب أن تكون دولة مستقلة تحت اسم “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية” (SADR).

في البداية، كانت البوليساريو تتلقى الدعم من الجزائر وليبيا، بينما كانت تسعى لتجنيد الصحراويين في صفوفها عبر معسكرات في الجزائر والدول المجاورة. ومع إعلان المغرب عن ضم الصحراء المغربية بعد انسحاب إسبانيا، اندلع نزاع مسلح بين القوات المغربية والبوليساريو، مستمرًا حتى اليوم.

استمر النزاع المسلح بين المغرب والبوليساريو منذ السبعينات، مما أسفر عن سقوط أكثر من 15,000 قتيل ومئات الآلاف من اللاجئين الصحراويين الذين فروا إلى الجزائر. وفي عام 1991، تم توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة، ولكن النزاع لم يُحسم بشكل كامل. المغرب قدم العديد من المبادرات السلمية، وكان أبرزها مبادرة الحكم الذاتي التي تم طرحها في عام 2007. تهدف هذه المبادرة إلى منح سكان الصحراء المغربية حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت السيادة المغربية، مع ضمان حقوقهم الثقافية والاقتصادية. ورغم أن هذه المبادرة لاقت دعمًا من أكثر الدول والمنظمات الدولية، إلا أن البوليساريو رفضتها بشكل قاطع، مؤيدةً بدلاً من ذلك خيار الاستقلال التام.

بعدها واصلت الجزائر دعمها السياسي والعسكري لجبهة البوليساريو، متجاهلة بشكل مستمر المبادرة المغربية التي توفر حلاً وسطًا للصحراويين، وتضمن لهم العيش في أمان واستقرار ضمن إطار السيادة المغربية. ورغم أن الحل المقترح يتيح للصحراويين إدارة شؤونهم المحلية ويحفظ لهم حقوقهم الثقافية والاقتصادية، إلا أن الجزائر ترفض قبول ذلك، معتبرة أن القضية تندرج ضمن “حق تقرير مصير الشعب الصحراوي”. هذا الموقف الجزائري يعكس أيضًا محاولات الجزائر للاستفادة من النزاع في تغطية مشكلاتها الداخلية، مثل البطالة والفساد وتدهور الأوضاع الاقتصادية، إذ تواصل الجزائر استخدام قضية الصحراء المغربية كوسيلة لتحفيز مشاعر القومية داخل البلاد، وتفادي التركيز على التحديات الاجتماعية والسياسية الداخلية.

تُظهر الأرقام المتعلقة بالبوليساريو حجم النزاع ومدى تأثيره على الشعب الصحراوي. ففي عام 1975، لجأ حوالي 165,000 صحراوي إلى مخيمات تندوف في الجزائر، حيث يعيش حوالي 90,000 منهم حتى اليوم. أما من حيث الميزانية العسكرية، فتقدّر المصادر أن البوليساريو ينفق حوالي 100 مليون دولار سنويًا على العمليات العسكرية، مدعومة بشكل رئيسي من الجزائر. وعلى الرغم من انخفاض عدد مقاتلي البوليساريو في الوقت الحالي إلى ما بين8000 مقاتل إلى 10,000، إلا أن النزاع لا يزال مستمرًا دون حلول عملية.

ورغم توقيع العديد من إتفاقات وقف إطلاق النار، لا يزال النزاع قائمًا في الصحراء المغربية، في ظل الضغوط الدولية المتزايدة لإيجاد حل دائم. الأمم المتحدة وصفت الوضع بأنه “نزاع غير محلول”، بعد أكثر من أربعة عقود من المحادثات. وبالرغم من محاولات المغرب الحثيثة للتوصل إلى حل عبر مبادرة الحكم الذاتي، فإن الجزائر تواصل رفض هذه المبادرة، مما يزيد من تعقيد القضية.
خلاصة القول تضل جبهة البوليساريو المشكلة من أفراد عصابة حاكمة وليس الكل أحد العوامل الرئيسية في النزاع المستمر حول الصحراء المغربية، في وقت تسعى فيه المملكة المغربية لتحقيق التسوية السلمية عبر مبادرة الحكم الذاتي. ورغم أن هذه المبادرة توفر حلاً وسطًا يضمن حقوق الصحراويين في إطار السيادة المغربية، فإن تعنت الجزائر في دعم البوليساريو واستخدام القضية لتغطية مشكلاتها الداخلية يعطل فرص الوصول إلى حل دائم. في النهاية، يبقى الأمل في أن تتحقق التسوية السلمية التي تضمن للصحراويين العيش في أمان واستقرار في ظل مغرب موحد.

جواد مالك

إعلامى مغربى حاصل على الاجازة العليا فى الشريعة من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس. عضو الاتحاد الدولى للصحافة العربية وحقوق الانسان بكندا . متميز في مجال الإعلام والإخبار، حيث يعمل على جمع وتحليل وتقديم الأخبار والمعلومات بشكل موضوعي وموثوق. يمتلك مهارات عالية في البحث والتحقيق، ويسعى دائمًا لتغطية الأحداث المحلية والدولية بما يتناسب مع اهتمامات الجمهور. يساهم في تشكيل الرأي العام من خلال تقاريره وتحقيقاته التي تسلط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في المغرب. كما يتعامل مع التحديات اليومية التي قد تشمل الضغوط العامة، مما يتطلب منه الحفاظ على نزاهته واستقلاليته في العمل الإعلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من اهم الاخبار

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا