في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى ترسيخ قيم التسامح وبناء جسور من التفاهم بين الأديان، قام وفد من الأئمة المقيمين في عدد من الدول الأوروبية بزيارة رسمية إلى دولة إسرائيل، حيث استُقبلوا بحفاوة رسمية وشعبية، في إطار مبادرة لتعزيز الحوار الديني والثقافي.
الزيارة التي نظمت خلال الأيام الماضية، جاءت لتؤكد على أهمية التعايش السلمي بين مختلف الطوائف والأديان، وسط عالم تتزايد فيه التحديات المرتبطة بالكراهية والتطرف. وقد التقى الوفد خلال زيارته بعدد من المسؤولين الدينيين والمدنيين الإسرائيليين، وشملت الفعاليات زيارات إلى مواقع دينية وتاريخية بارزة، بالإضافة إلى المشاركة في جلسات حوارية مفتوحة جمعت ممثلين عن ديانات مختلفة.
مشايخ من الجاليات الإسلامية في فرنسا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا وبريطانيا التَقوا رئيس دولة إسرائيل، السيد إسحاق هرتسوغ، في لقاء وُصف بالودي والمفتوح، نوقشت خلاله سبل تعزيز الحوار والتفاهم بين الأديان، والتأكيد على قيم السلام والتعايش.
رسالة سلام من قلب الخلاف
الأئمة المشاركون أكدوا أن هذه الزيارة تمثل “رسالة سلام من قلب الخلاف”، وأن التواصل المباشر مع المجتمعات المختلفة ضروري لإزالة الصور النمطية، وبناء مستقبل تسوده العدالة والاحترام المتبادل. كما شددوا على ضرورة نقل رسالة الاعتدال والتسامح إلى الجاليات المسلمة في أوروبا، خاصة في ظل تصاعد خطابات الكراهية والتفرقة.
أهداف الزيارة
تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات.
دعم مبادرات السلام والتعايش المشترك.
بناء جسور من الثقة بين المجتمعات الدينية المختلفة.
تشجيع التعاون بين الجاليات المسلمة في أوروبا ودولة إسرائيل.
ردود أفعال وتحديات
ورغم الطابع الإنساني والتقريبي للزيارة، إلا أنها لم تخلُ من انتقادات حادة صدرت من جهات متطرفة في بعض الدول الأوروبية، عبّرت عن رفضها لهذا النوع من المبادرات، ووصفتها بأنها “تطبيع ديني مرفوض”.
ويؤكد المراقبون أن هذه الردود تعكس حجم التحديات التي تواجه مساعي التفاهم، خاصة في بيئة لا تزال بعض الأصوات فيها تستثمر في بث الانقسام.
ختامًا
تُعد هذه الزيارة خطوة شجاعة نحو بناء علاقات قائمة على الحوار والتفاهم، وتفتح آفاقًا جديدة أمام القيادات الدينية للعب دور أكثر فاعلية في صناعة السلام. كما تؤكد أن الأديان، حين تُفهم بروحها الحقيقية، يمكن أن تكون جسورًا لا جدرانًا، ووسيلة لتقريب الشعوب لا تفريقها.
