
ليس من الغريب أن نجد بين الحين والآخر من يسيء إلى الفن الأصيل ويشوّه صورته، لكن حالة المدعو عادل المدكوري تجاوزت كل الحدود، لتصبح مثالًا صارخًا لانعدام الأخلاق وغياب أي انتماء حقيقي إلى عالم الفن.
فبدل أن يقدم أعمالًا راقية تُعلي الذائقة، اختار المدكوري أن ينحدر بأغانيه إلى حضيض الابتذال والتفاهة، مطلقًا على الناس ما سماها “البوفا” التي تحولت إلى تحريض مباشر وسافر لفئة الشباب على تعاطي المخدرات والترويج لها، في خرق فاضح وصريح للقانون الجنائي وروح المسؤولية المجتمعية.
ما زاد الطين بلة أن هذا “الفنان” موضوع شكايتين رسميتين من رئيس هيئة الضمير الوطني للدفاع عن حقوق الإنسان، على خلفية محتويات خطيرة تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي، تؤكد انعدام الحس الوطني والأخلاقي لدى صاحبها.
وكأن ذلك لا يكفي، حتى ظهر في مقطع مصوّر خلال إحدى سهراته في “الكابريه”، يردد عبارات نابية تخدش الحياء العام وتثير الاشمئزاز، منها مقولته البذيئة: «حمادي يدك …»، في مشهد يعكس انحطاطًا قيميًا وأدبيًا لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد برسالة الفن الراقية.
وإن لم يكن هذا كافيًا ليكشف عن وجهه الحقيقي، فقد توّج وقاحته بانسحابه المخجل من إحياء سهرة في بروكسل (بلجيكا)، تاركًا الجالية المغربية في حرج شديد دون أي سبب مقنع، مستهينًا بمشاعر من كانوا ينتظرون حفله، ومديرًا ظهره بلا خجل أو احترام لمن وثقوا به ونظموا الحدث.
كل هذه الأفعال تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن عادل المدكوري لا ينتمي إلى أهل الفن الرفيع، بل إلى زمرة من يلوّثون الذوق العام ويستثمرون في الابتذال والإسفاف. إن الفن الحقيقي مسؤولية ورسالة نبيلة، تهذب الأذواق وتسمو بالمجتمع، لا وسيلة لتمجيد الانحطاط وترويج الرذيلة.
ختامًا، نقول له ولأمثاله: الفن ليس لك ولا على مقاسك. الفن التزام وأخلاق وصدق مع الناس. فإن كنت عاجزًا عن احترام الجمهور، فعلى الأقل احترم نفسك، أو دع الفن لأهله كي يظل رسالة سامية تعبر عن قيم مجتمعنا وهويتنا الحضارية.