وطنية

الدكتور آمحمد عبد النباوي… قاضٍ من حديد وشاعر في الظل

شخصيات مغربية

أحدث الأخبار
مؤشرات الأسواق العالمية

يُعد الدكتور آمحمد عبد النباوي من رجالات القضاء الذين يُجيدون فن الجمع بين صرامة القانون ودفء المعرفة. ابن مدينة سطات(مزاب)، المزداد سنة 1954، هو واحد من أولئك القضاة الذين تسكنهم المهابة في مظهرهم والإنصاف في أحكامهم، وبين زوايا الكتب القانونية الجافة ينبض قلبه بحب الشعر والأدب.

بعد مسار أكاديمي متين تُوج بالدكتوراه في القانون، شق الدكتور آمحمد عبد النباوي طريقه بثبات في سلك القضاء، متقلدًا مناصب عليا، أهمها مدير الشؤون الجنائية والعفو بوزارة العدل، ثم وكيلاً عاماً للملك لدى محكمة النقض ورئيساً للنيابة العامة بعد استقلالها سنة 2017. وفي مارس 2021، بصم على مساره بتعيينه رئيساً أول لمحكمة النقض ورئيساً منتدباً للمجلس الأعلى للسلطة القضائية.

لكن ما لا يدركه كثيرون هو أن الدكتور آمحمد عبد النباوي ليس فقط رجل قانون ومنطق، بل هو عاشق خفي للحرف الجميل والكلمة العذبة. بين دفاتر القانون، يفسح متسعاً لقراءة دواوين الشعر العربي الكلاسيكي، مستحضراً عوالم المتنبي والمعري، ومراتع الحكم والأمثال. في لحظات صفائه، يعود بذاكرته إلى المدارس الدينية العتيقة، حيث كان للعلم جلاله وللكلمة وقعها المقدس، يستلهم من تلك المدارس روح الانضباط والتواضع أمام المعرفة.

ولعل الأكثر شاعرية في مسيرته، هو ذاك السر الذي لم يكشفه إلا للقريبين منه: له أبيات شعرية من نظمه الخاص، بقيت حبيسة أوراقه الخاصة، لم يتسنَّ لها أن ترى النور في العلن. أبيات كتبتها فترات التأمل وساعات الصفاء، ظلَّت شاهدة على وجه آخر من شخصيته؛ قاضٍ صارم في حضرة القانون، وشاعر رقيق في حضرة الحرف. بل إن له قصيدة قديمة تعود إلى بدايات ظهور تطبيقات المراسلة، اختار لها عنوانًا طريفًا: “حب في الواتساب”، قصيدة تنضح بروح المعاصرة وتكشف جانبا مرهف الإحساس لرجل اشتهر بصرامته المهنية.

هو قاضٍ بوجه صارم، وإنسان بقلب شاعر، يتنفس القيم ويُصغي لهمسات الحكمة المتوارثة، جامعاً بين قوة العدالة ورفعة الروح، بين صرامة النص ورهافة الذوق.

جواد مالك

إعلامى مغربى حاصل على الاجازة العليا فى الشريعة من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس. عضو الاتحاد الدولى للصحافة العربية وحقوق الانسان بكندا . متميز في مجال الإعلام والإخبار، حيث يعمل على جمع وتحليل وتقديم الأخبار والمعلومات بشكل موضوعي وموثوق. يمتلك مهارات عالية في البحث والتحقيق، ويسعى دائمًا لتغطية الأحداث المحلية والدولية بما يتناسب مع اهتمامات الجمهور. يساهم في تشكيل الرأي العام من خلال تقاريره وتحقيقاته التي تسلط الضوء على القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في المغرب. كما يتعامل مع التحديات اليومية التي قد تشمل الضغوط العامة، مما يتطلب منه الحفاظ على نزاهته واستقلاليته في العمل الإعلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا