ضربت أمواج تسونامي عنيفة صباح اليوم السواحل الشمالية الشرقية لليابان، عقب زلزال قوي بلغت شدته 7.6 درجات على مقياس ريختر، مما أثار حالة من الذعر وأدى إلى تفعيل الإنذارات المبكرة في عدة محافظات ساحلية. وقد صدرت أوامر إجلاء فورية لأكثر من 150 ألف شخص من سكان المناطق المعرضة للخطر، في حين سارعت فرق الطوارئ للانتشار في مختلف المناطق لتقييم الأضرار والاستجابة للحالات الطارئة.
ووفقًا لوكالة الأرصاد الجوية اليابانية، فقد وقع الزلزال قبالة سواحل محافظة إيشيكاوا، وتسبب في موجات مدّ بحري تجاوز ارتفاع بعضها الثلاثة أمتار، لتجتاح الموانئ والمناطق الساحلية، وتغمر العديد من المباني والمنشآت. وأظهرت لقطات بثتها وسائل الإعلام المحلية مشاهد لمياه البحر وهي تجرف السيارات، وتحطم القوارب، وتغمر الشوارع بالوحل والحطام.
وزارة الدفاع اليابانية أكدت أنها نشرت وحدات من قوات الدفاع الذاتي للمشاركة في جهود الإنقاذ، في حين أشارت وكالة الكوارث إلى تسجيل عدد من الإصابات وفقدان الاتصال بعدة أشخاص، خاصة في المدن الصغيرة القريبة من مركز الزلزال. كما أعلنت شركة الطاقة “هوكوريكو” توقف بعض المفاعلات النووية عن العمل بشكل احترازي، فيما تم التأكيد على عدم وجود تسرب إشعاعي حتى اللحظة.
رئيس الوزراء الياباني دعا في مؤتمر صحفي عاجل المواطنين إلى الهدوء، مؤكدًا أن الحكومة تتابع الوضع عن كثب، وتبذل أقصى الجهود لضمان سلامة الجميع. وأضاف أن فرق البحث والإنقاذ ستواصل عملياتها على مدار الساعة، في ظل استمرار التحذيرات من موجات تسونامي إضافية محتملة خلال الساعات المقبلة.
تأتي هذه الكارثة بعد سنوات من كارثة تسونامي 2011 التي خلفت دمارًا هائلًا في البلاد، مما يثير مخاوف من تكرار السيناريو نفسه رغم تطور أنظمة الإنذار والاستجابة في اليابان. ولا تزال السلطات تواصل تقييم الأضرار وتحديث بيانات الخسائر في الأرواح والممتلكات، وسط دعوات دولية للتضامن مع اليابان في محنتها الجديدة.