
يُعدّ الشعر تاج المرأة ورمز أنوثتها، غير أن العوامل اليومية من توترٍ وتغذيةٍ غير متوازنة وتلوّثٍ بيئيّ قد تفقده بريقه وتضعف نموّه. وفي خضم البحث عن مستحضرات التجميل الباهظة، يغفل كثيرون عن الحقيقة البسيطة: جمال الشعر يبدأ من الداخل، من الغذاء الذي يدخل أجسامنا ويغذّي خلايانا قبل أن يظهر أثره على المظهر الخارجي.
تؤكد دراسات غذائية حديثة أن الحفاظ على شعرٍ كثيف وصحي لا يحتاج سوى إدخال تسعة عناصر غذائية أساسية في النظام الغذائي اليومي. أولها البيوتين (فيتامين B7) الذي يلعب دوراً محورياً في إنتاج الكيراتين، المكوّن البنيوي للشعر، ما يجعله أكثر قوة ولمعاناً. ويأتي بعده فيتامين D الذي يُنشّط بصيلات الشعر ويحفّز نموّها، في حين يُعدّ الحديد من العناصر التي تزوّد بصيلات الشعر بالأوكسجين اللازم لنموّها الطبيعي.
أما الزنك فيُعدّ حارساً لفروة الرأس، إذ يساعد على تنظيم إفراز الغدد الدهنية وإصلاح أنسجة الشعر التالفة. في المقابل، يعمل فيتامين E كمضاد أكسدة يحمي الخلايا من التلف ويزيد من لمعان الشعر الطبيعي، بينما تسهم أحماض أوميغا-3 الدهنية في ترطيب الشعر من الداخل ومنع الجفاف والتقصف.
ولا يمكن إغفال دور فيتامين A الذي يحفّز إنتاج الزّهم، تلك المادة الدهنية التي تحافظ على ترطيب فروة الرأس، شريطة عدم الإفراط فيه حتى لا يؤدي إلى نتائج عكسية. كما يُسهم فيتامين C في امتصاص الحديد وتكوين الكولاجين الذي يقوّي الشعر ويمنحه المرونة واللمعان. وأخيراً يأتي البروتين كعنصر جوهري لأن الشعر في جوهره مكوّن من الكيراتين، وهو نوع من البروتين، ما يجعل تناول كميات كافية منه أمراً ضرورياً لنمو شعر صحي ومتوازن.
إن النظام الغذائي الغني بهذه العناصر لا ينعكس فقط على مظهر الشعر، بل يُحسّن صحة الجلد والأظافر أيضاً. فالتغذية السليمة ليست رفاهية، بل هي أساس الجمال الطبيعي الذي لا تُضاهيه أي مستحضرات تجميل. لذا، فإن طريق الشعر الكثيف واللامع يبدأ من المائدة قبل أن يمرّ عبر المرآة.