مجتمع

دور الأم في غرس عادات النوم والانضباط لدى الأطفال

الدار البيضاء _ فاطمة الزهراء بوحافص

تلعب الأم دورًا محوريًا في حياة الطفل، فهي أول مدرسة يتعلّم منها النظام والانضباط، وأول قدوة يراقب تصرّفاتها ويسير على خطاها. ومن بين أهم القيم التي يجب أن تغرسها الأم في طفلها منذ الصغر، عادة النوم المبكر التي تُعدّ أساسًا لصحة الجسد والعقل.

إنّ تنظيم وقت النوم ليس مجرّد عادة يومية، بل هو تدريب مبكر على احترام النظام والالتزام، وهما ركيزتان ضروريتان في بناء شخصية متوازنة ومسؤولة.
فالطفل الذي يعتاد على النوم في وقت محدد، يتعلّم بشكل غير مباشر أهمية الوقت والانضباط، مما ينعكس إيجابًا على سلوكه في المدرسة وفي حياته العامة.

تبدأ مهمة الأم من خلال خلق جو هادئ قبل النوم، بعيد عن الضوضاء والشاشات، وتشجيع الطفل على قراءة قصة قصيرة أو الاستماع إلى موسيقى هادئة تساعده على الاسترخاء. كما ينبغي للأم أن تلتزم هي نفسها بالهدوء والنظام في البيت، لأنّ الأطفال يتعلّمون أكثر مما يُقال لهم، ويتأثرون بما يرونه من سلوك والديهم.

ومن الأخطاء الشائعة أن تسمح الأم لطفلها بالسهر أو استخدام الهاتف في المساء، بحجة أنه “ما زال صغيرًا”، لكنّ هذه العادة البسيطة قد تتحول لاحقًا إلى اضطراب في النوم وصعوبة في التركيز، مما يؤثر سلبًا على الأداء الدراسي والمزاج العام للطفل.

وعندما تحرص الأم على وضع روتين يومي للنوم، وترافق طفلها بلطف دون صراخ أو تهديد، فإنها تغرس فيه مفهوم الانضباط بطريقة إيجابية، تجعله يلتزم بالنظام بدافع داخلي وليس خوفًا من إنّ دور الأم لا يقتصر على الرعاية الجسدية، بل يمتد ليشمل التربية النفسية والسلوكية. فالأم الواعية تزرع في طفلها النظام منذ نعومة أظافره، وتعلّمه أن الوقت نعمة يجب احترامها.
وعندما ينام الطفل في ساعة مبكرة ويستيقظ نشيطًا، فإنه لا يربح فقط يوماً دراسيًا جيدًا، بل يربح توازنًا داخليًا يبقى معه مدى الحياة.

Ahame Elakhbar | أهم الأخبار

جريدة أهم الأخبار هي جريدة مغربية دولية رائدة، تجمع بين الشمولية والمصداقية، وتلتزم بالعمل وفقًا للقانون المغربي. تنبع رؤيتها من الهوية الوطنية المغربية، مستلهمة قيمها من تاريخ المغرب العريق وحاضره المشرق، وتحمل الراية المغربية رمزًا للفخر والانتماء. تسعى الجريدة إلى تقديم محتوى يواكب تطلعات القارئ محليًا ودوليًا، بروح مغربية أصيلة تجمع بين الحداثة والجذور الثقافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

دعنا نخبرك بما هو جديد نعم لا شكرا