
في تصريحٍ حمل أصداء سياسية عبّر الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترمب عن امتنانه للدول العربية والإسلامية على ما وصفه بالدعم المتزايد لإعادة بناء قطاع غزة، مشيرًا إلى أن مرحلة الإعمار المقبلة ستكون خطوة حاسمة في سبيل إحلال الاستقرار والسلام في المنطقة.
وقال ترمب، في حديث نقلته منصة اقتصاد الشرق مع بلومبرغ، إنه «يودّ أن يشكر الدول العربية والإسلامية على دعمها لإعادة بناء غزة بشكل آمن»، مؤكّدًا أن عملية الإعمار يجب أن تتم في بيئة مستقرة تضمن الأمن للسكان وتفتح آفاق التنمية بعد سنواتٍ من الدمار والمعاناة.
وأفاد تقرير نشرته شبكة سكاي نيوز عربية أنّ ترمب شدّد خلال كلمته الأخيرة على أن «غزة ستُعاد بناؤها»، مضيفًا: «سترون غزة يعاد بناؤها. سنشارك في مساعدتهم على إنجاح هذه العملية والحفاظ على السلام فيها». كما أوضح أن عدداً من دول الشرق الأوسط الغنية ستساهم في تمويل المشاريع الكبرى لإعادة الإعمار.
وفي السياق نفسه، ذكرت CNN بالعربية أنّ ترمب تحدّث عن «دولٍ في المنطقة تمتلك ثروات طائلة، ستساعد في إعادة إعمار غزة»، دون أن يذكر أسماء محددة، مكتفيًا بالإشارة إلى «روح التعاون الجديدة» التي باتت تسود بين الولايات المتحدة وبعض الدول العربية، في ظل تطلعٍ مشترك نحو استقرارٍ اقتصادي وسياسي طويل الأمد.
ويرى مراقبون أن إشادة ترمب بالدول العربية تمثل محاولةً لاستعادة لغة الشراكة مع العالم الإسلامي بعد سنوات من التوتر خلال فترته الرئاسية، كما تعكس إدراكًا متزايدًا في الأوساط الأمريكية لأهمية الدور العربي في إعادة توازن المنطقة من خلال الاستثمار في التنمية والبنى التحتية، لا عبر الحلول الأمنية فقط.
وتأتي هذه التصريحات في وقتٍ تشهد فيه الساحة الدولية تحركات مكثفة لبلورة خطة شاملة لإعادة إعمار غزة، بمشاركة مؤسسات تمويل دولية ودولٍ عربية وخليجية تسعى إلى إعادة بناء المستشفيات والمدارس والمنازل والبنية التحتية الحيوية. كما تُجرى مشاورات لوضع آليات مراقبة دقيقة تضمن الشفافية وتوجيه الموارد نحو المشاريع الإنسانية الأساسية.
وفي خضمّ هذه المساعي، يؤكد خبراء الشأن السياسي أن إسرائيل تتحمّل بدورها مسؤولية أخلاقية وسياسية في دعم جهود السلام، إذ يتوجب عليها الالتزام بمبادئ القانون الدولي ووقف أي ممارسات تُقوّض الثقة أو تعرقل مشاريع الإعمار، لأن السلام الحقيقي — كما يرون — لا يتحقق بالقوة العسكرية، بل بإرادة التعايش والاحترام المتبادل وحق الشعوب في الحياة الكريمة.
ويؤكد محللون أن حديث ترمب يعكس إدراكاً لضرورة إشراك القوى الإقليمية في أي تسوية مستقبلية، إذ إن الاستقرار في غزة — كما يقول الخبراء — لن يتحقق إلا عبر تنمية اقتصادية حقيقية تعيد الأمل إلى السكان وتخفف من جذور التوتر السياسي والاجتماعي.
بهذه التصريحات، يفتح ترمب الباب أمام مرحلة جديدة من التقارب العربي الأمريكي، قوامها التعاون في الإعمار والتنمية، بعد أن أنهكت الحروب والإغلاقات قطاع غزة، وتركته في حاجةٍ ماسة إلى تضامنٍ دولي فعّال. وبينما يبقى التنفيذ رهن الإرادة السياسية، فإنّ التفاؤل الحذر يسود الأوساط الدبلوماسية التي ترى في هذه المبادرة خطوة أولى على طريقٍ طويل نحو السلام الدائم.